للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيره؛ ليقبلَ عملُكم فتنزلَ عليكم الرَّحمة (وَقَارِبُوا) لا تفرِّطوا فتجهدُوا أنفسكُم في العبادةِ؛ لئلا يفضِي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العملَ (وَاغْدُوا) بالغين المعجمة الساكنة والدال المهملة، سيروا من (١) أوَّل النَّهار (وَرُوحُوا) سيروا من أوَّل النِّصف الثَّاني من النَّهار (وَشَيْءٌ) بالرَّفع في الفرعِ كأصله مصحَّحًا عليه، وقال في «الفتح»: «وشيئًا» بالنَّصب بفعلٍ محذوفٍ، أي: افعلوا شيئًا (مِنَ الدُّلَْجَةِ) بضم الدال المهملة وسكون اللام وتفتح بعدها جيم، سير اللَّيل، يقال: سار دلجةً من اللَّيل، أي: ساعةً (وَالقَصْدَ القَصْدَ) بالنَّصب على الإغراءِ، أي: الزموا الطَّريق الوسط المعتدل (تَبْلُغُوا) المنزل الَّذي هو مقصدُكم، والقصد الثَّاني تأكيد، وقد شبَّه المتعبِّدين بالمسافرين؛ لأنَّ العابدَ كالمسافر إلى محلِّ إقامتهِ وهو الجنَّة، وكأنَّه قال: لا تستوعبُوا الأوقات كلّها بالسَّير بل اغتنمُوا أوقاتَ نشاطكُم وهو أوَّل النَّهار وآخره وبعض اللَّيل، وارحمُوا أنفسكُم فيما بينهما؛ لئلَّا ينقطعَ بكم. والحديثُ من أفراده.

٦٤٦٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ) الأويسيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ) بن بلال (عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ) بسكون القاف، الأسديِّ المدنيِّ (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن عوفٍ (عَنْ عَائِشَةَ) (أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: سَدِّدُوا) بمهملات (وَقَارِبُوا) لا تبلغوا النِّهاية بل تقرّبوا منها (وَاعْلَمُوا أَنْ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشميهنيِّ: «أنَّه» (لَنْ يُدْخِلَ) بضم أوَّله من الإِدخال (أَحَدَكُمْ) بالنَّصب مفعول قوله: (عَمَلُهُ الجَنَّةَ) نصب على الظَّرفيَّة (وَأَنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ أَدْوَمُهَا إِلَى اللهِ (٢)) ﷿ (وَإِنْ قَلَّ) أي: إن كثُر وإن قلَّ، والمراد بالدَّوام: المواظبة العرفيَّة، وهي الإتيانُ بذلك في كلِّ شهرٍ، أو كلِّ يومٍ بقدرِ ما يطلقُ عليه اسمُ المداومةِ عرفًا لا شمول الأزمنةِ؛ إذ هو غيرُ مقدورٍ.

والحديثُ أخرجهُ مسلمٌ في «التَّوبة»، والنَّسائيُّ في «الرِّقاق».


(١) في (د): «في».
(٢) قال الشيخ قطَّة رحمه الله تعالى: كذا في نسخ الشارح، والذي في نسخة من المتن: «أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها»، وهي أظهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>