للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

العروجِ والولوجِ في حرمِ القرب (١) ولحوقها (٢) بهما، فاقتضتِ العواطف الرَّبَّانيَّة على الضُّعفاء من الأمَّة إبطاء حركةِ القلب بإلقاء الغين عليه؛ لئلَّا يسرعَ القلبُ ويسرحَ (٣) في معارج الرُّوح ومدارجها، فتنقطع علاقة النَّفس عنه لقوَّة الانجذاب، فيبقى العبادُ مُهمَلِين محرومِين عن الاستنارةِ بأنوار النُّبوَّة والاستضاءة بمشكاةِ مصباحِ الشَّريعة، و (٤) حيث كان يَرى إبطاءَ القلبِ بالغين المُلْقى عليه، وقصور النَّفس عن شأو (٥) ترقِّي الرُّوح إلى الرَّفيق الأعلى كان يفزعُ إلى الاستغفار؛ إذ لم تفِ قواها في سرعةِ اللُّحوق لها. وهذا من أعزِّ مقولٍ في هذا المعنى، وأحسن مشروحٍ فيه.

(٤) (باب التَّوْبَةِ) سقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ، فـ «التَّوبةُ» رفع، وهي في الشَّرع تركُ الذَّنب لقُبحه، والنَّدمُ على ما فرَّط منه، والعزمُ على تركِ المعاودة، وتدارك ما أمكنَه أن يتداركه من الأعمالِ (٦) بالإعادة (٧)، وردِّ (٨) الظُّلامات لذويها أو تحصيل البراءة منهم، وزاد عبدُ الله بن المبارك: وأن يعمدَ إلى البَدَنِ الَّذي ربَّاه بالسُّحت فيذيبه بالهمِّ والحزن حتَّى ينشأ له لحمٌ طيِّبٌ، وأن يُذيق نفسه ألم الطَّاعة كما أذاقَها لذَّة المعصية. انتهى. والتوبة: أهمُّ قواعد الإسلام، وهي أوَّل مقامات سالكي الآخرةِ وبها سعادة الأبد.

(قَالَ) ولأبي ذرٍّ: «وقال» (قَتَادَةُ) فيما وصله عبد بن حميدٍ في تفسير قوله تعالى: (﴿(٩) تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾ [التحريم: ٨]) أي: (الصَّادِقَةُ النَّاصِحَةُ) وقيل: هي الَّتي لا عود بعدها كما لا يعود اللَّبن


(١) في (ص): «القلب».
(٢) في (ع): «لحوقًا»، وفي الكاشف: «ولحقوقها».
(٣) في (د): «ويسرع».
(٤) «و»: ليست في (د) و (ص) و (ع).
(٥) في (د): «مساوي».
(٦) في (س) زيادة: «بالأعمال».
(٧) في (د): «بالعبادة» وفي الهامش مِن نسخة: «بالإعادة».
(٨) في (ل): «ويَرُدُّ».
(٩) في (ص) زيادة: «﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾».

<<  <  ج: ص:  >  >>