للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٢) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ جلَّ وعلا: (﴿وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٨]) ثبتَ لفظُ: «باب» لأبي ذرٍّ.

٤٩٦٣ - وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ) الجعفيُّ الكوفيُّ، سكنَ مصر (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ: «حَدَّثنا» (ابْنُ وَهْبٍ) عبدُ اللهِ المصريُّ قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (مَالِكٌ) الإمامُ (عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ) العدويِّ (عَنْ أَبِي صَالِحٍ) ذكوان (السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ) أنَّه قال: (سُئِلَ النَّبِيُّ عَنِ الحُمُرِ) أي: عن صدقةِ الحُمُر (فَقَالَ: لَمْ يُنْزَلْ) بضم أوله وفتح ثالثه (عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الآيَةُ الجَامِعَةُ الفَاذَّةُ) أي: المنفردةُ في معناها، فذَّ الرَّجل عن أصحابهِ إذا شذَّ عنهم (﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: ٧ - ٨]). قال ابنُ عبَّاس : ليس مؤمنٌ ولا كافرٌ عملَ خيرًا أو شرًّا (١) في الدُّنيا إلَّا أراهُ الله إيَّاه يوم القيامةِ، فأمَّا المؤمنُ فيرى حسناتهِ وسيئاتهِ، فيغفرُ الله له (٢) سيئاته ويثيبهُ بحسناتهِ، وأمَّا الكافرُ فتردُّ حسناته (٣)، ويعذَّب بسيئاتهِ. قال في «فتوح الغيب»: وهذا يساعدهُ النَّظم والمعنَى والأسلوب؛ أمَّا النَّظم فإنَّ قوله: ﴿فَمَن يَعْمَلْ﴾ تفصيلٌ لما عقب بهِ من قوله: ﴿يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾ [الزلزلة: ٦] فيجبُ التَّوافق، والأعمالُ جمع مضاف يفيد (٤) الشُّمول والاستغراق، و ﴿يَصْدُرُ النَّاسُ﴾ مقيَّد بقوله: ﴿أَشْتَاتًا﴾ فيفيدُ أنَّهم على طرائق شتَّى؛ للنُّزول في منازلهم من الجنَّة والنَّار بحسبِ أعمالهم المختلفة، ومن ثمَّ (٥) كانت الجنَّة ذات درجاتٍ، والنَّار ذات دركاتٍ، وأمَّا المعنى فإنَّها وردت لبيانِ الاستقصاءِ في عرضِ الأعمالِ والجزاءِ عليها؛ لقوله تعالى: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ


(١) في (د): «خير أو شر».
(٢) «له»: ليست في (د).
(٣) في (س) زيادة: «تحسيرًا».
(٤) في (م) و (د): «فيفيد».
(٥) في (س): «ثمة».

<<  <  ج: ص:  >  >>