للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(﴿لِحُبِّ الْخَيْرِ﴾) أي: (مِنْ أَجْلِ حُبِّ الخَيْرِ) فاللام تعليلية، أي: لأجلِ حبِّ المالِ (﴿لَشَدِيدٌ﴾ [العاديات: ٨]) أي: (لَبَخِيلٌ) وقيل: لقويٌّ مبالغٌ فيه (وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ: شَدِيدٌ) وزاد في «الكشَّاف»: متشدِّد، قال طرفة:

أَرَى المَوْتَ يَعْتامُ الكِرامَ ويَصْطَفِي … عَقِيلَةَ مالِ (١) الفَاحِشِ المُتَشدِّدِ

وقوله: يعتامُ؛ أي (٢): يختارُ، وعقيلةُ كلِّ شيءٍ أكرمهُ، والفاحش: البخيل الَّذي جاوزَ الحدَّ في البخلِ؛ يقول: أرَى (٣) الموتَ يختارُ كرامَ النَّاس وكرائِم الأموالِ الَّتي يضنُّ بها.

(﴿وَحُصِّلَ﴾ [العاديات: ١٠]) أي: (مُيِّزَ) وقيل: جُمعَ في الصُّحف، أي: أظهرَ محصِّلًا مجموعًا؛ كإظهارِ اللُّب من القشرِ.

(((١٠١))) (سورة القَارِعَةِ) مكِّيَّة، وآيُها عشر (٤)، وسقطت لأبي ذرٍّ.

(﴿كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾) أي: (كَغَوْغَاءِ الجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَذَلِكَ النَّاسُ) يومَ القيامةِ (يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ) وإنَّما شبَّه النَّاس بذلك عند البعثِ؛ لأنَّ الفراشَ إذا ثارَ لم يتَّجه لجهةٍ واحدةٍ، بل كلُّ واحدةٍ تذهبُ إلى غير جهةِ الأخرى، فدلَّ بهذا التَّشبيه على أنَّ النَّاس في البعثِ يفزعونَ، فيذهبُ كلُّ واحدٍ إلى غيرِ جهةِ الآخر. وقال في «الدُّرِّ»: وفي تشبيهِ النَّاس بالفراشِ مبالغات شتَّى؛ منها: الطَّيش الَّذي يلحقهُم، وانتشارُهم في الأرضِ، وركوب


(١) في (ب): «حال».
(٢) قوله: «أي»: ليس في (د).
(٣) قوله: «أرى»: ليس في (د).
(٤) في (د): «عشرة».

<<  <  ج: ص:  >  >>