للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأُولَى) أنَّث الضَّمير نظرًا إلى الصَّلاة، وقِيلَ لها: «الأولى» لأنَّها أوَّل صلاةٍ في إمامة جبريل ، وقول البيضاويِّ: «لأنَّها أوَّل صلاة النَّهار» مدفوعٌ بأنَّ الصَّحيح أنَّ الصُّبح نهاريَّةٌ، فهي الأولى (حِينَ تَدْحَضُ الشَّمْسُ) أي: تزول عن وسط السَّماء إلى جهة الغروب (١) (وَيُصَلِّي العَصْرَ، ثُمَّ يَرْجِعُ أَحَدُنَا إِلَى رَحْلِهِ) بالرَّاء المفتوحة والحاء المُهمَلة السَّاكنة، أي: منزله ومحلِّ أثاثه (فِي أَقْصَى المَدِينَةِ) صفةٌ لسابقها لا ظرفٌ للفعل (وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ) بيضاءُ نقيَّةٌ، و «الواو» للحال، قال سيَّارٌ: (وَنَسِيتُ مَا قَالَ) أبو برزة (فِي المَغْرِبِ، وَكَانَ) ، وللكُشْمِيْهَنِيِّ: «فكان» (يَسْتَحِبُّ) بفتح أوَّله وكسر رابعه (أَنْ يُؤَخِّرَ العِشَاءَ) أي: صلاتها، ولأبوي ذَرٍّ والوقت والأَصيليِّ: «من العشاء» أي: من وقت العشاء، وحمل ابن دقيق العيد «من» فيه على التَّبعيضيَّة (٢) باعتبار الوقت أو الفعل، واستُنبِط من ذلك استحباب التَّأخير قليلًا (الَّتِي تَدْعُونَهَا العَتَمَةَ) بفتحاتٍ (وَكَانَ) (يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَالحَدِيثَ) أي: التَّحديث الدُّنيويَّ (بَعْدَهَا) لا الدِّينيَّ (وَكَانَ) (يَنْفَتِلُ) أي: ينصرف (٣) من الصَّلاة، و (٤) يلتفت إلى المأمومين (مِنْ صَلَاةِ الغَدَاةِ) أي: الصُّبح (حِينَ يَعْرِفُ الرَّجُلُ جَلِيسَهُ، وَيَقْرَأُ) في الصُّبح (بِالسِّتِّينَ إِلَى المِئَةِ) من الآيِ، وقدَّرها الطَّبرانيُّ بـ «الحاقَّة».

٥٤٨ - وبه قال: (حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ) القعنبيُّ (عَنْ) إمام الأئمَّة (مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ) الأنصاريِّ المدنيِّ (عَنْ) عمِّه (أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ) (قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي


(١) في غير (د): «المغرب».
(٢) في (ب) و (د): «التبعيض».
(٣) في (م): «يُصرَف».
(٤) في غير (د): «أو».

<<  <  ج: ص:  >  >>