للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لما ترتَّب على الصُّلح الَّذي وقع من الأمنِ ورفع (١) الحربِ، وتمكّن من كان يخشى الدُّخولَ في الإسلامِ والوصولَ إلى المدينةِ، كما وقع لخالد بن الوليدِ وعَمرو بن العاصِ وغيرهما، وتتابعت الأسبابُ إلى أن كمُلَ الفتحُ (كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ) ولأبي ذرٍّ «مع رسولِ الله» ( أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِئَةً) بسكون الشين المعجمة، لم يقُل: ألفًا وأربع مئة؛ إشعارًا (٢) بأنَّهم كانوا منقسمينَ إلى المئة، وكانت كلُّ مئةٍ ممتازةً عن الأخرى (وَالحُدَيْبِيَةُ بِئْرٌ) على مرحلةٍ من مكَّة (فَنَزَحْنَاهَا، فَلَمْ نَتْرُكْ فِيهَا قَطْرَةً) من ماءٍ (فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ فَأَتَاهَا، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِهَا) أي: حَرفِها (ثُمَّ دَعَا بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ مَضْمَضَ وَدَعَا) الله تعالى سرًّا (ثُمَّ صَبَّهُ فِيهَا) أي: صبَّ الماء الذي توضَّأ ومضمضَ به في البئرِ (فَتَرَكْنَاهَا غَيْرَ بَعِيدٍ) في رواية زهيرٍ: «فدعا ثمَّ قال: دعوها غير ساعةٍ» (ثُمَّ إِنَّهَا أَصْدَرَتْنَا) أي: أرجعتنَا وقد رُوينا (مَا شِئْنَا) أي: القدرَ الَّذي أردنا شُربَه (نَحْنُ وَرِكَابَنَا) إبلنا الَّتي نسيرُ عليها.

٤١٥١ - وبه قال: (حَدَّثَنِي) بالإفراد (فَضْلُ بْنُ يَعْقُوبَ) بالضاد المعجمة (٣)، الرُّخَاميُّ -بضم الراء وفتح الخاء المعجمة- البغداديُّ قال: (حَدَّثَنَا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ) بفتح الهمزة والتحتية بينهما عين مهملة ساكنة آخره نون (أَبُو عَلِيٍّ الحَرَّانِيُّ) بفتح الحاء والراء المشددة المهملتين وبعد الألف نون فياء نسبة، قال: (حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ) هو ابنُ معاويةَ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ) عَمرو بن عبد الله السَّبيعيُّ (قَالَ: أَنْبَأَنَا البَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ : أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ يَوْمَ


(١) في (د): «ودفع».
(٢) في (د): «استشعارًا».
(٣) في (د): «بفتح الفاء وسكون الضاد المعجمة».

<<  <  ج: ص:  >  >>