للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه إمساكها ولا تحريكها (ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ أَنَا المَلِكُ) مرَّتين (فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَضْحَكُ حَتَّى بَدَتْ) ظهرت (نَوَاجِذُهُ) بالذَّال المعجمة، أنيابه التي تبدو عند الضَّحك (تَعَجُّبًا) من قول الحبر (وَتَصْدِيقًا لِقَوْلِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ : ﴿وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: ٦٧]) والتَّعبير بالإصبع والضَّحك من المتشابهات كما سبق، فيتأوَّل على نوعٍ من المجاز، وضربٍ من التَّمثيل ممَّا جرت (١) عادة الكلام بين النَّاس في عرف تخاطبهم، فيكون المعنى إنَّ قدرته تعالى على طيِّها وسهولة الأمر في جمعها بمنزلة من جمع شيئًا في كفِّه فاستخفَّ حمله، فلم يشتمل عليه بجميع كفِّه، بل أقلَّه ببعض أصابعه، وقد يقول الإنسان في الأمر الشَّاقِّ (٢) إذا أُضيف إلى القويِّ: إنَّه يأتي عليه بإِصبعٍ أو إنَّه يقلُّه بخنصره، والظَّاهر أنَّ هذا -كما مرَّ- من تخليط اليهود وتحريفهم، وأنَّ ضحكه إنَّما كان على وجه (٣) التَّعجُّب والنَّكير (٤) له، والعلم عند الله، قاله الخطَّابيُّ فيما (٥) نقله عنه في «الفتح» ومطابقة الحديث في قوله: «ثمَّ يقول: أنا الملك، أنا الملك».

وسبق في «باب قوله (٦) تعالى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ [ص: ٧٥]» [خ¦٧٤١٤].

٧٥١٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ) أي: ابن مُسَرْهَدٍ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ) الوضَّاح اليشكريُّ (عَنْ قَتَادَةَ) بن دعامة (عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ) بضمِّ الميم وسكون الحاء المهملة وبعد الرَّاء


(١) زيد في (ب): «به».
(٢) في (ب): «الثَّاني»، وهو تحريفٌ.
(٣) في (د): «معنى».
(٤) في (د): «والتَّنكُّر».
(٥) في (د): «ممَّا».
(٦) في (د): «قول الله».

<<  <  ج: ص:  >  >>