للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يستخفون على عهد رسول الله … الحديث، ومطابقة الحديث للتَّرجمة من حيث إنَّ جهرهم بالنِّفاق وشَهْر السِّلاح على النَّاس هو القول، بخلاف ما بذلوه من الطَّاعة حين (١) بايعوا أوَّلًا مَن خرجوا عليه آخرًا، قاله ابن بطَّالٍ.

والحديث أخرجه النَّسانيُّ في «التَّفسير».

٧١١٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا خَلاَّدٌ) بفتح المعجمة وتشديد اللَّام، ابن يحيى بن صفوان، أبو محمَّدٍ السُّلَمِيُّ الكوفيُّ قال: (حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ) بكسر الميم وسكون السِّين وفتح العين المهملتين، ابن كِدَامٍ الكوفيُّ (عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ) بالحاء المهملة المفتوحة، واسم أبي ثابتٍ: قيس بن دينارٍ الكوفيُّ (عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ) بفتح الشِّين المعجمة وسكون العين المهملة بعدها مثلَّثةٌ، فهمزةٌ ممدودًا (٢)، سُلَيمٍ -بضمِّ السين- ابن أسود المُحاربيِّ (عَنْ حُذَيْفَةَ) بن اليمان أنَّه (قَالَ: إِنَّمَا كَانَ النِّفَاقُ) موجودًا (عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ (٣) ، فَأَمَّا اليَوْمَ) بالنَّصب (فَإِنَّمَا هُوَ الكُفْرُ بَعْدَ الإِيْمَانِ) وفي روايةٍ: «فإنَّما هو الكفر أو الإيمان»، وحكى الحميديُّ في «جمعه» أنَّهما روايتان، قال السَّفاقِسيُّ: كان المنافقون على عهده آمنوا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم، وأمَّا من جاء بعدهم؛ فإنَّه وُلِدَ في الإسلام وعلى فطرته، فمن كفر منهم فهو مرتدٌّ. انتهى. ومراد حذيفة نفي اتِّفاق الحكم، لا نفي الوقوع؛ إذ وقوعه ممكنٌ في كلِّ عصر، وإنَّما اختلف الحكمُ؛ لأنَّ النَّبيَّ كان يتألَّفهم، فيقبل ما أظهروه من الإسلام، بخلاف الحكم بعده، وقيل: إنَّ المراد: أنَّ التَّخلُّف عن بيعة الإمام جاهليَّةٌ، ولا جاهليَّة في الإسلام.

ومطابقة الحديث للتَّرجمة من جهة أنَّ المنافق في هذه الأزمان قال بكلمة الإسلام بعد أن وُلِدَ فيه، ثمَّ أظهر الكفر، فصار مرتدًّا، فدخل في التَّرجمة من جهة قوليه المختلفين، والله أعلم (٤).


(١) في (ص): «حتَّى».
(٢) في (د) و (ع): «ممدودةٌ».
(٣) في (ع): «رسول الله».
(٤) «والله أعلم»: مثبتٌ من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>