والعُلبةُ: قَدَح الأعرابِ، مثل العُسِّ يُتَّخذ من جَنب جلدِ البعير، والجمع: عِلابٌ، وقيل: أسفله جلدٌ، وأعلاه خشبٌ مدوَّرٌ.
٦٥١١ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ:«حَدَّثنا»(صَدَقَةُ) بن الفضل المروزيُّ قال: (أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ) بفتح المهملة وسكون الموحدة، ابن سليمان (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ)﵂، أنَّها (قَالَتْ: كَانَ رِجَالٌ مِنَ الأَعْرَابِ) لم أعرفْ أسماءهم (جُفَاةً) بالجيم والنَّصب في «اليونينية» خبر «كان» ولأبي ذرٍّ: «حُفاة» بالحاء المهملة، والرفع لعدمِ اعتنائهِم بالملابسِ. وقال في «الفتح»: بالجيم للأكثر؛ لأنَّ سكَّان البوادِي يغلبُ عليهم خُشونة العيشِ فتجفو أخلاقُهم غالبًا (يَأْتُونَ النَّبِيَّ ﷺ فَيَسْأَلُونَهُ: مَتَى السَّاعَةُ) تقومُ (فَكَانَ)﵊(يَنْظُرُ إِلَى أَصْغَرِهِمْ) أحدثِهم سنًّا كما في مسلمٍ بمعناه، وفي مسلمٍ أيضًا من حديث أنسٍ:«وعنده غلامٌ من الأنصار يقال له: محمَّد». وفي أخرى له:«وعندَه غلامٌ من أزدِ شنوءةَ». وفي أُخرى له:«غلامٌ للمُغيرة بن شعبة، وكان من أقراني».
قال في «الفتح»: ولا تغايرَ في ذلك، وطريقُ الجمع أنَّه كان من أزدِ شنوءةَ وكان حليفًا للأنصارِ وكان يخدمُ المغيرة، وقوله:«وكان من أَقْراني» في رواية له: «مِن أَتْرابي» يريد في السِّنِّ، وكان سنُّ أنسٍ حينئذٍ نحو سبع عشرة سنةٍ (فَيَقُولُ ﵊: إِنْ يَعِشْ هَذَا) الأحدثُ سنًّا (لَا يُدْرِكْهُ الهَرَمُ) بجزمِ «يدركه» جواب الشَّرط (حَتَّى تَقُومَ عَلَيْكُمْ سَاعَتُكُمْ. قالَ هِشَامٌ) هو ابنُ عروة راوي الحديث، بالسَّند السَّابق إليه:(يَعْنِي) بقوله: ساعتكم (مَوْتَهُمْ) لأنَّ ساعة كلِّ إنسانٍ موته، فهي السَّاعة الصُّغرى لا الكبرى الَّتي هي بعث النَّاس للمحاسبةِ، ولا الوسطى الَّتي هي موتُ أهل القرن الواحد.
وقال الدَّاوديُّ -ممَّا نقله في «الفتح» -: هذا الجوابُ من مَعاريضِ الكلام؛ لأنَّه لو قال لهم: لا أدرِي، ابتداءً مع ما هم فيه من الجفاء وقبل تمكُّن الإيمان في قلوبهم لارتابوا، فعدلَ إلى