للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هو (شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) زاد في «الإيمان» [خ¦٥٣] «وأنَّ محمدًا رسول الله» (وَإِقَامُ الصَّلَاةِ) إنَّما ذكرَ الشَّهادة تبرُّكًا بها؛ لأنَّهم كانُوا مسلمين مقرِّين بكلمتي الشَّهادة، لكن ربَّما كانُوا يظنُّونَ أنَّ الإيمانَ مقصورٌ عليهما، كما كان ذلك في ابتداءِ الإسلامِ، فالمرادُ: إقامُ الصَّلاةِ وما يليها؛ وهو قوله: (وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَأَنْ تُعْطُوا مِنَ المَغَانِمِ الخُمُسَ) ولم يذكر الحجَّ؛ لكونهِ (١) على التَّراخِي، أو لعدمِ استطاعتهم له من أجلِ كفَّارِ مضرٍ، أو لم يكن فرضٌ، أو لم يقصدْ إعلامَهُم بجميعِ الأحكامِ التي تجبُ عليهم فعلًا أو تركًا، ولذلكَ (٢) اقتصر في المنهيِّ على الانتباذِ، وأمَّا في الصِّيام من «سنن البيهقي الكبرى» من زيادةِ ذكرِ الحجِّ فهي روايةٌ شاذَّةٌ، وأبو قِلابةَ الرَّقاشيُّ المذكور في سنده تغيَّر حفظهُ في آخر أمره، فلعلَّ هذا ممَّا حدَّث به في التَّغيُّر، والله أعلم.

(وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: مَا انْتُبِذَ) وفي «الإيمانِ»: من الانتباذِ [خ¦٥٣] وهي من إطلاقِ المحلِّ وإرادة الحالِّ (٣)، كما صرَّحَ به في روايةِ هذا الباب، كرواية النَّسائيِّ: مما ينتبذُ (فِي الدُّبَّاءِ) اليقطين (وَالنَّقِيرِ) وهو أصلُ النَّخلةِ، ينقرُ فيتَّخذ منه وعاء (وَالحَنْتَمِ) بالحاء المهملة والنون والفوقية، الجرَّة الخضراء (وَالمُزَفَّتِ) المطليِّ بالزِّفتِ، واقتصرَ من المناهِي على هذه الأربعة؛ لكثرةِ تعاطِيهم لها.

٤٣٦٩ - وبه قال: (حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ) الواشحيُّ قال: (حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ)


(١) في (م) زيادة: «كان».
(٢) في (م): «كذا»، وفي (ص): «لذا».
(٣) قال الشيخ قطة : لعلَّ الصوابَ: من إطلاق المصدر وإرادة المفعول، وإلا فالانتباذ ليس محلًا لما انتبذ كما هو ظاهر، ولعلَّ موضع ذلك عند قوله في الحديث التالي: «وأنهاكم عن الدباء … » إلى آخره.

<<  <  ج: ص:  >  >>