للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُبشَّر (١) به أهل الجنَّة؛ لأنَّ هذه المنزلة طليعةُ تباشير (٢) السَّعادة الكبرى، ومقدِّمة تباريح الشَّقاوة العظمى؛ لأنَّ الشَّرط والجزاء إذا اتَّحدا دلَّ الجزاء على الفخامة، وفي ذلك تنعيمٌ لمن هو من أهل الجنَّة، وتعذيبٌ لمن هو من أهل النار، بمعاينة ما أُعِدَّ له، وانتظاره ذلك إلى اليوم الموعود (فَيُقَالُ) له: (هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ) ولمسلمٍ: «حتَّى يبعثك الله إليه يوم القيامة» بزيادة لفظ (٣): «إليه»، لكن حكى ابن عبد البرِّ أنَّ الأكثرين من أصحاب مالكٍ روَوْه كالبخاريِّ، وابن القاسم كرواية مسلمٍ. نعم روى النَّسائيُّ رواية ابن القاسم كلفظ البخاريِّ، واختُلِفَ في الضَّمير، هل (٤) يعود على المقعد؟ أي: هذا مقعدك تستقرُّ فيه حتَّى تُبعَث (٥) إلى مثله من الجنَّة أو النَّار، ولمسلمٍ من طريق الزُّهريِّ عن سالمٍ عن أبيه: «ثمَّ يقال: هذا مقعدك الَّذي تُبعَث إليه يوم القيامة»، أو الضَّمير يرجع إلى الله تعالى، أي: إلى لقاء الله تعالى، أو إلى (٦) المحشر، أي: هذا الآن مقعدك إلى يوم المحشر، فيرى عند ذلك كرامةً أو هوانًا ينسى عنده هذا المقعد؛ كقوله (٧) تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ [ص: ٧٨] قال الزَّمخشريُّ: أي: إنَّك مذمومٌ مدعوٌّ عليك باللَّعنة في السَّموات والأرض إلى يوم الدِّين، فإذا جاء ذلك اليوم، عُذِّبت بما تنسى اللَّعن معه (٨).

وهذا الحديث أخرجه مسلمٌ في «صفة النَّار» والنَّسائيُّ في «الجنائز».

(٩٠) (باب كَلَامِ المَيِّتِ) بعد حمله (عَلَى الجَنَازَةِ) أي: النعش (٩).


(١) في (ب): «يُسرُّ».
(٢) في (ص): «تباشِرُ».
(٣) في غير (د) و (ص): «لفظة».
(٤) في (ص) و (م): «فقيل».
(٥) في (د): «مقعدك لتستقر فيه حتى يبعثك».
(٦) «إلى»: ليس في (د).
(٧) في (م): «لقوله».
(٨) في (س): «منه».
(٩) «أي النعش»: ليس في (د) و (ص) و (م). وجعلها في (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>