للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العبد خيرٌ كثيرٌ في نفسها إلَّا أنَّها إذا أُضيفت إلى علم الله تعالى فهي قليلةٌ، قال في «الفتح»: ووقع (١) في رواية الكُشْمِيهَنيِّ: «﴿وَمَا أُوتِيتُم﴾» وفق القراءة المشهورة.

والحديث سبق قريبًا [خ¦٧٤٥٦] (٢).

(٣٠) (باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ﴾) أي: ماء البحر (﴿مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي﴾) أي: لو كُتِبت كلمات (٣) علم الله وحكمته وكان البحر مدادًا لها، والمراد بـ ﴿الْبَحْرُ﴾ الجنس (﴿لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ﴾) بمثل البحر (﴿مَدَدًا﴾ [الكهف: ١٠٩]) لنفد أيضًا، والكلمات غير نافدةٍ، و ﴿مَدَدًا﴾ تمييزٌ، والمراد (٤) مثل المداد وهو ما يُمَدُّ به ينفد (﴿وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ﴾ [لقمان: ٢٧]) أي: ولو ثبت كون الأشجار أقلامًا، وثبت البحر ممدودًا بسبعة أبحرٍ، وكان مقتضى الكلام أن يُقال: ولو أنَّ الشَّجر أقلامٌ والبحر مدادٌ، لكن أغنى عن ذكر المداد قوله: ﴿يَمُدُّهُ﴾ لأنَّه من قولك: مدَّ الدَّواة وأمدَّها، جعل البحر الأعظم بمنزلة الدَّواة، وجعل الأبحر السَّبعة مملوءةً مدادًا، فهي تصبُّ فيه مدادها أبدًا صبًّا حتَّى لا ينقطع، والمعنى ولو أنَّ أشجار الأرض أقلامٌ، والبحر ممدودٌ بسبعة أبحرٍ، وكُتِبت (٥) بتلك الأقلام وبذلك المداد كلمات الله لما نفدت كلماته ونفدت الأقلام والمداد كقوله: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي﴾ [الكهف: ١٠٩] وأخرج عبد الرَّزَّاق في «تفسيره» من طريق أبي الجوزاء قال: لو كان كلُّ شجرةٍ في الأرض أقلامًا والبحر مدادًا لنفد الماء وتكسَّرت الأقلام قبل أن تنفد كلمات الله، وقال ابن أبي حاتمٍ: حدَّثني أبي: سمعت بعض أهل العلم يقول: قول الله تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ


(١) «وقع»: ليس في (د).
(٢) زيد في (ع): «والله الموفِّق».
(٣) «كلمات»: ليس في (ع).
(٤) في (ب) و (س): «أو المراد».
(٥) في (د): «وكتب».

<<  <  ج: ص:  >  >>