للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ) (قَالَ) كذا في الفرع كأصله بالإفراد، أي: قال كلٌّ منهما، وفي غيره: «قالا»: (كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ ) فقام رجلٌ فقال: أَنشدك الله إلَّا قضيت بيننا بكتاب الله … الحديث في قصَّة العسيف الذي زنى بامرأة الذي استأجره، (فَقَالَ) لهما: (لأَقْضِيَنَّ بَيْنَكُمَا بِكِتَابِ اللهِ) القصَّة إلى آخرها السَّابق ذلك في «المحاربين» [خ¦٦٨٢٧] وغيره (١) [خ¦٢٦٩٥] [خ¦٢٧٢٤] واقتُصِر منها هنا على قوله: «كنَّا عند النَّبيِّ فقال: لأقضينَّ بينكما بكتاب الله» القدر المذكور إشارةً إلى أنَّ السُّنَّة يُطلَق عليها كتاب الله؛ لأنَّها بوحيه وتقديره، قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ٣ - ٤].

٧٢٨٠ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ) العَوَقيُّ -بفتح العين المهملة والواو بعدها قافٌ- أبو بكرٍ الباهليُّ البصريُّ قال: (حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ) بضمِّ الفاء وفتح اللَّام وبعد التَّحتيَّة السَّاكنة حاءٌ مهملةٌ، ابن سليمان المدنيُّ قال: (حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ) بن أسامة، يقال له ابن أبي ميمون، وقد يُنسَب إلى جدِّه (عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ) بالتَّحتيَّة والمهملة (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) : (أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: كُلُّ أُمَّتِي) أي: أمَّة الإجابة (يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى) بفتح الهمزة والموحَّدة من عصى منهم، فاستثناهم تغليظًا عليهم وزجرًا لهم (٢) عن المعاصي، أو المراد أمَّة الدَّعوة، و «إلَّا من أبى» أي: كفر بامتناعه عن قبول الدَّعوة (قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ يَأْبَى؟ قَالَ: مَنْ أَطَاعَنِي، دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي، فَقَدْ أَبَى) قال في «شرح المشكاة»: «ومن يأبى» معطوفٌ على محذوفٍ أي: عرفنا الذين يدخلون الجنَّة، والذي أبى لا نعرفه، وكان من حقِّ الجواب أن يقال: من عصاني، فعدل إلى ما ذكره تنبيهًا به على أنَّهم ما عرفوا ذاك ولا هذا إذِ التَّقدير من أطاعني وتمسَّك بالكتاب والسُّنَّة دخل الجنَّة، ومن اتَّبع هواه وزلَّ عن الصَّواب وضلَّ عن الطَّريق المستقيم دخل النَّار، فوضع «أبى» موضعه وضعًا للسَّبب موضع


(١) في غير (ب) و (س): «غيرها»، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
(٢) «لهم»: مثبتٌ من في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>