للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مقارنةٌ، ولا خروجُ شعاعٍ ولا غيرُه، ولذا جازَ أن يرى أَعمى الصين (١) بقَّه أندلس. فإن قلتَ: كثيرًا يُرى على (٢) خلاف صورتهِ المعروفة، ويراهُ شخصان في حالةٍ واحدةٍ في مَكانين، والجسمُ الواحد لا يكون إلَّا في مكانٍ واحدٍ. أُجيب بأنَّه يعتبر في صفاتهِ لا في ذاتهِ، فتكون ذاته مرئيَّةً وصفاته متخيَّلة غير مرئيَّةٍ، فالإدراك لا يشترط فيه تحديقُ الأبصار، ولا قربُ المسافة، فلا يكون المرئيُّ مدفونًا في الأرضِ ولا ظاهرًا عليها، وإنَّما يشترطُ كونه موجودًا، ولو رآهُ يأمرُ بقتلِ من يحرمُ قتلُه كانَ (٣) هذا من صفاتهِ (٤) المتخيَّلة لا المرئيَّة (وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ) لأنَّها من الله تعالى، بخلافِ الَّتي من الشَّيطان فإنَّها ليستْ من أجزاءِ النُّبوَّة، وفيه مباحث سبقتْ قريبًا، وسقطَتِ الواو من قولهِ «ورؤيا» لأبي ذرٍّ.

٦٩٩٥ - وبه قال: (حَدَّثَنَا يَحْيَى ابْنُ بُكَيْرٍ) بضم الموحدة، وهو جدُّ يحيى، واسم أبيه عبدُ الله قال: (حَدَّثَنَا اللَّيْثُ) بن سعدٍ الإمام (عَنْ عُبَيْدِ اللهِ) بضم العين (بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ) الأمويِّ القرشيِّ أنَّه قال: (أَخْبَرَنِي) بالإفراد (أَبُو سَلَمَةَ) بن عبدِ الرَّحمنِ بنِ عوف (عَنْ أَبِي قَتَادَةَ) (٥) الحارث أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، وَالحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ) وإضافةُ الرُّؤيا الصَّالحة إلى اللهِ إضافةُ تشريفٍ، وإضافةُ الحلم إلى الشَّيطان؛ لأنَّها صفته (٦) من الكذبِ والتَّهويل، وإن كانا (٧) بخلقِ الله تعالى وتقدِيرهِ (فَمَنْ رَأَى) في منامهِ (٨) (شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ) بكسر الفاء بعدها مثلَّثة، أي: فلينفخْ نفخًا لطيفًا من غيرِ ريقٍ (عَنْ شِمَالِهِ) طردًا للشَّيطان


(١) في (د) و (ص): «العين»، والبَقَّة: البعوضة، انظر شرح المواقف للجرجاني (٨/ ١٣٩).
(٢) «على»: ليست في (د) وفي الهامش: في نسخة: «يرى على خلاف».
(٣) في (د): «لأن».
(٤) في (ع) و (ص): «صفات»، وفي (د): «من صفات».
(٥) في (س) زيادة: «ابن».
(٦) في (د): «صفة».
(٧) في (ع) و (د): «كان».
(٨) «في منامه»: ليست في (ع) و (ص) و (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>