للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يتردَّد في جواز مثله مَن له ممارسةٌ بفنِّ العربيَّة. قال: ويروى «أَلْفٌ» بالرَّفع، و «منكم رجلًا» بالنَّصب، وهي رواية الأَصيليِّ، ووجهها أن يكون «ألفٌ» رفعًا على اسمِ «إنَّ» باعتبارِ المحلِّ، وهو هُنا جائزٌ بالإجماعِ؛ لأنَّه بعد مُضيِّ الخبر، ويُحتمل أن يكون مبتدأ، وخبره الجارّ والمجرور المتقدِّم عليه، والجملة معطوفةٌ على الجملةِ المتقدِّمة المصدَّرة بـ «إن». انتهى.

(ثُمَّ (١) قَالَ) : (وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ) ولأبي ذرٍّ: «بيدِه» (إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ) وسبق في حديثِ ابن مسعودٍ: «أَترضون أن تكونوا رُبع أهل الجنَّة» [خ¦٦٥٢٨] وحَملوه على تعدُّد القصَّة (قَالَ) أبو سعيدٍ: (فَحَمِدْنَا اللهَ) تعالى على ذلك (وَكَبَّرْنَا) وفيه دَلالة على أنَّهم استبشروا بما بشَّرهم به، فحمدوا الله على نعمتهِ العُظمى وكبَّروه استعظامًا لِنعمته بعد استعظامِهم لنقمتهِ (ثُمَّ قَالَ) : (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ) ولغير أبي ذرٍّ: «في يده» (إِنِّي لأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّةِ) نِصف أهلها (إِنَّ مَثَلَكُمْ) بفتح الميم والمثلثة (فِي الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعَرَةِ البَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الأَسْوَدِ أَوِ الرَّقْمَةِ) بفتح الراء وسكون القاف، ولأبي ذرٍّ: «أو (٢) كالرَّقمة» وهي قطعةٌ بيضاءُ أو شيءٌ مستديرٌ لا شَعر فيه يكون (فِي ذِرَاعِ الحِمَارِ).

والحديثُ سبق في «باب قصَّة يأجوج ومأجوج» [خ¦٣٣٤٨].

(٤٧) (بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ﴾) فيُسألون عمَّا فعلوا في الدُّنيا، فإنَّ مَن ظنَّ ذلك لم يتجاسرْ على قبائح الأفعال (﴿لِيَوْمٍ عَظِيمٍ﴾) يوم القيامة وعظَّمه لِعظم ما يكون فيه (﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [المطففين: ٤ - ٦]) لفصل القضاء بين يدي ربِّهم ويتجلَّى بجلاله وهيبتهِ، وتظهرُ سطوات قهرهِ على الجبَّارين، رُوي أنَّ ابن عمر قرأ سُورة التَّطفيف حتَّى بلغ هذه الآية بكى (٣) بكاءً شديدًا ولم يقرأْ ما بعدَها، و ﴿يَوْمَ﴾ نُصِبَ بـ ﴿مَّبْعُوثُونَ﴾.


(١) «ثم»: ليست في (د).
(٢) «أو»: ليست في (د).
(٣) في (ب) و (س): «فبكى».

<<  <  ج: ص:  >  >>