للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(﴿أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ﴾ [سبأ: ٤٦]) أي (بِطَاعَةِ اللهِ) قاله مجاهدٌ فيما وصلهُ الفِريابيُّ ((١) ﴿مَثْنَى وَفُرَادَى﴾) أي: (وَاحِدٌ وَاثْنَيْنِ) فإنَّ الازدحامَ يشوِّشُ الخاطرَ، والمعروفُ في تفسير مثله التَّكريرُ، أي: واحدٌ واحدٌ، واثنين اثنين.

(﴿التَّنَاوُشُ﴾ [سبأ: ٥٢]) هو (الرَّدُّ مِنَ الآخِرَةِ إِلَى الدُّنْيَا) قال:

تَمَنَّى أَنْ تَؤوبَ إِلَيَّ ميٌّ (٢) … وَلَيْسَ إِلَى تَنَاوُشِهَا سَبِيلُ

(﴿وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ﴾ [سبأ: ٥٤]) أي: (مِنْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ زَهْرَةٍ) في الدُّنيا، أو إيمان، أو نجاة به، ﴿كَمَا فُعِلَ﴾ (﴿بِأَشْيَاعِهِم﴾) أي (بِأَمْثَالِهِمْ) من كفرةِ الأممِ الدَّارجةِ، فلم يُقبَل منهم الإيمانُ حين اليأس.

(وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) ممَّا تقدَّم في «أحاديث الأنبياء» [خ¦٦٠/ ٤٠ - ٥٢٥٣] (﴿كَالْجَوَابِ﴾ [سبأ: ١٣]) بغير تحتيَّة، ولأبي ذرٍّ: «﴿كَالْجَوَابِي﴾» بإثباتِها، أي: (كَالجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ) بفتح الجيم وسكون الواو، أي: الموضعُ المطمئنُّ منها، وهذا لا يستقيمُ؛ لأنَّ الجوابي جمعُ: جابيةٍ، كضاربةٍ وضوارب، فعينه موحدة، فهو مخالفٌ للجوبة من حيثُ إنَّ عينه واو، فلم يرد أن اشتقاقَهُما واحدٌ، والجابيةُ: الحوضُ العظيمُ، سمِّيت بذلك لأنَّه يجبَى إليها الماء، أي: يجتمعُ. قيل: كان يقعدُ على الجفنةِ الواحدةِ ألف رجلٍ يأكلونَ منها.

(الخَمْطُ) هو: (الأَرَاكُ) أي: الشَّجرُ (٣) الَّذي يستاكُ بقضبانهِ (وَالأَثَلُ): هو (الطَّرْفَاءُ) قاله ابنُ عبَّاس فيما وصلهُ ابنُ أبي حاتمٍ (﴿الْعَرِمِ﴾ [سبأ: ١٦]) أي: (الشَّدِيدُ) من العرامةِ، وهي الشَّراسةُ والصُّعوبةُ، وقد مرَّ.

(١) هذا (بابٌ) بالتَّنوين في قولهِ تعالى: (﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ﴾) قال في «الأنوار»: هذا غايةٌ لمفهوم الكلام من أنَّ ثمَّ توقُّفًا و (٤) انتظارًا للإذنِ، أي: يتربَّصونُ فزعينَ حتَّى إذا كشفَ الفزعُ عن قلوبِ الشَّافعين والمشفوع لهم بالإذنِ، وقيل: الضَّميرُ للملائكةِ، وقد تقدَّم ذكرهُم


(١) في (د) زيادة: «تسبحوا». وجعلها من المتن.
(٢) في (س): «دناه»، وفي (ص): «مناء».
(٣) في (ص): «الشيء».
(٤) في (ص) و (ب): «أو».

<<  <  ج: ص:  >  >>