للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هشامٍ: «قالَ سَعد: وتحجَّر كَلْمُه للبُرءِ، اللَّهمَّ إنَّك (١) تعلم … إلى آخره» ومعنى «تحجَّر»: يَبس (٢) (وَاجْعَلْ مَوْتِي فِيهَا) لأفوزَ بمرتبةِ الشَّهادة (فَانْفَجَرَتْ مِنْ لَبَّتِهِ) بفتح اللام والموحدة المشددة وكسر المثناة، من موضعِ القلادَة من صدرهِ، وكانَ موضعُ الجُرح ورِم حتَّى اتَّصل الورمُ إلى صدرهِ، فانفجَرت منه (٣)، وعندَ ابن سعدٍ من مرسلِ حُميد بن هلالٍ: «أنَّه مرَّت به عنز وهوَ مضطجعٌ، فأصابَ ظِلْفُها موضعَ الجُرحِ فانفجَرت» ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ «من ليلتهِ». قال في «الفتح»: وهو تصحيفٌ.

(فَلَمْ يَرُعْهُمْ) بفتح أوله وضم ثانيه وتسكين العين المهملة، أي: لم يفزعْ أهلُ المسجد (وَفِي المَسْجِدِ خَيْمَةٌ) والجملة حاليةٌ (مِنْ بَنِي غِفَارٍ) أي: لرجلٍ (٤)، أو من خيامِ بني غِفَار -بكسر المعجمة وتخفيف الفاء-، وعندَ ابن إسحاق: أنَّها لرُفيدة. فلعلَّ زوجَها كان من بنِي غِفار، ورجَّعَ الكِرْمانيُّ -وتبعه البَرْمَاويُّ- الضَّميرَ في قولهِ: «فلمْ يَرعهُم» لبنِي غِفَار، قال: والسِّياق يدلُّ عليهِ، أي: لم يفزع بني غِفار (إِلَّا الدَّمُ) الخارجُ من جرحِ سعدٍ (يَسِيلُ إِلَيْهِمْ) إلى أهلِ المسجدِ (فَقَالُوا: يَا أَهْلَ الخَيْمَةِ، مَا هَذَا الَّذِي يَأْتِينَا مِنْ قِبَلِكُمْ؟) بكسر القاف وفتح الموحدة، من جهتكُم، وهذا يضعِّف قولَ الكِرْمانيِّ: أنَّ الضَّمير راجعٌ لبنِي غِفَار على ما لا يخفى، نعم إن كان ثَمَّ خيمةٌ غيرَ الَّتي فيها سعد فلا إشكالَ (فَإِذَا سَعْدٌ يَغْذُو) بالغين والذال المعجمتين، يسيلُ (جُرْحُهُ دَمًا، فَمَاتَ مِنْهَا) أي: من تلكَ الجِراحة، واهتزَّ لموتهِ عرشُ الرَّحمن، وشيَّعه سبعون ألف ملك ().

وهذا الحديثُ سبقَ في «بابِ الخيمة في المسجدِ» في «كتابِ الصَّلاة» [خ¦٤٦٣].


(١) في (ب): «إن كنت».
(٢) في (ص) و (د): «أي: يبس».
(٣) «منه»: ليست في (ص).
(٤) في (م) و (ص): «الرجل».

<<  <  ج: ص:  >  >>