للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على جملٍ فتُخرِجوه (١) من أرضكم؛ فلا يضرُّكم ما صنع، فقال إبليس (٢): بئس الرَّأي؛ يُفسِد قومًا غيركم ويُقاتِلكم بهم، فقال أبو جهلٍ: أنا أرى أن تأخذوا من كلِّ بطنٍ غلامًا وتعطوه سيفًا، فيضربونه (٣) ضربةً واحدةً، فيتفرَّق دمه في القبائل، فقال إبليس: صدق هذا الفتى، فتفرَّقوا على رأيه، فأتى جبريل النَّبيَّ وأخبره بالخبر، وأمره بالهجرة، وأنزل الله عليه بعد قدومه المدينة الأنفال، يذكِّره (٤) نعمته عليه: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ (٥)[الأنفال: ٣٠] وقد منع بعضهم حديث إبليس وتغيير صورته؛ لأنَّ فيه إعانةً للكفِّار، ولا يليق بحكمة الله تعالى أن يجعل إبليس قادرًا عليه، وأُجيب بأنَّه إذا لم يَبعُد أن يسلِّطَه الله على قريشٍ بالوسوسة فيما صدر منهم؛ فكيف يَبعُد ذلك؟!

(١) (﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ﴾) ما يدبُّ على (٦) الأرض، أو شرَّ البهائم (﴿الصُّمُّ﴾) عن سماع الحقِّ (﴿الْبُكْمُ﴾) عن فهمه؛ ولذا قال: (﴿الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [الأنفال: ٢٢]) جعلهم من البهائم، ثمَّ جعلهم شرَّها، وزاد أبو ذرٍّ: «قال: قال: هم نفرٌ من بني (٧) عبد الدَّار».

٤٦٤٦ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ) الفِرْيابيُّ قال: (حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ) بفتح الواو وبعد الرَّاء السَّاكنة قافٌ ممدودٌ، ابن عمر بن كليبٍ (عَنِ ابْنِ أَبِي (٨) نَجِيحٍ) عبد الله، وأبو نَجِيح -بفتح


(١) في (د): «فيخرج».
(٢) «إبليس»: مثبتٌ من (د).
(٣) في (ب) و (س): «فيضربوه»، وفي غير (د): «فيضر به».
(٤) في غير (ب) و (س): «يذكر».
(٥) ﴿أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ﴾: مثبتٌ من (د).
(٦) زيد في (د): «وجه».
(٧) «بني»: سقط من (د).
(٨) في (د): «ابن»، وهو تحريفٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>