للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قد لا يُراد بها التَّكثير (١) كقول طرفة:

وَلَسْتُ بِحَلَّالِ التِّلَاعِ مَخَافَةً … وَلَكِنْ مَتَى يَسْتَرْفِدُ القَوْمُ أَرْفِدُ

لا يريد أنَّه قد يَحِلُّ التِّلاع قليلًا؛ لأنَّ ذلك يدفعه آخر البيت الَّذي يدلُّ على نفي الحل (٢) على كلِّ حالٍ. أو على النَّسب (٣) أي: ليس بذِي فُحْشٍ البتَّة، وكذا باقيها، كقولِ امرئ القيس:

وَلَيْسَ بذِي رُمْحٍ فَيَطْعَنُنِي بهِ … وَلَيْسَ بِذِي سَيْفٍ ولَيْسَ بِنَبَّالِ

أي بذي نبلٍ، فينتفِي أصلُ الفحشِ، كما يدلُّ عليه رواية: «ولا فاحشًا» (كَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ المَعْتَِبَةِ) بفتح الميم وسكون العين المهملة وفتح المثناة الفوقية وكسرها بعدها موحدة، مصدرُ عَتَبَ عليه يَعْتِب عَتَبًا وعِتَابًا ومَعْتَبةً ومُعَاتَبةً. قال الخليلُ: العتابُ مخاطبة الإدلالِ، ومذاكرةُ المَوْجَدَةِ (مَا لَهُ؟) استفهام (تَرِبَ (٤) جَبِينُهُ) كلمةٌ جرتْ على لسانِ العرب لا يريدون حقيقتَها، أو دعاء له بالطَّاعة أي: يصلِّي فيتترَّب جبينُه، أو عليه بأن يسقطَ (٥) على رأسهِ على الأرض من جهةِ جبينهِ، وهذه الأخيرةُ أوجهُ.


(١) في (ب) و (س): «الكثير».
(٢) في (د) و (ع): «البخل».
(٣) في (ب) و (س): «هي للنسب».
(٤) في (ع): «تربت».
(٥) في (د) و (ع): «بالسقط».

<<  <  ج: ص:  >  >>