سفيانُ (عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ) عبدِ الله (عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ)﵁(أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ) لمَّا خطب عليٌّ بنتَ أبي جهلٍ، واسمها جويرية أسلمت وبايعت:(فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ) بفتح المُوحَّدة وسكون الضَّاد المُعجَمة، أي: قطعةٌ (مِنِّي، فَمَنْ أَغْضَبَهَا؛ أَغْضَبَنِي) زاد في روايةٍ [خ¦٥٢٣٠]«ويؤذيني ما آذاها»، قالوا: ففيه تحريم إيذائه ﷺ بكلِّ حالٍ، وعلى كلِّ وجهٍ وإن تولد الإيذاء ممَّا أصله مباحٌ، وهذا من خصائصه ﷺ.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «النِّكاح»[خ¦٥٢٣٠] و «الطَّلاق»[خ¦٥٢٧٨]، ومسلمٌ في «الفضائل»، وأبو داود في «النِّكاح»، والتِّرمذيُّ والنَّسائيُّ في «المناقب».
٣٧١٥ - ٣٧١٦ - وبه قال:(حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ) بالقاف والزَّاي والعين المهملة المفتوحات، القرشيُّ المكِّيُّ المؤذِّن قال:(حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ) سعْدٍ -بسكون العين- ابن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوفٍ (عَنْ عُرْوَةَ) بن الزُّبير (عَنْ عَائِشَةَ ﵂) أنَّها (قَالَتْ: دَعَا النَّبِيُّ ﷺ فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فِي شَكْوَاهُ الَّذِي) وفي نسخةٍ من الفرع: «التي»(قُبِضَ فِيهَا فَسَارَّهَا بِشَيْءٍ) بتشديد الرَّاء (فَبَكَتْ، ثُمَّ دَعَاهَا فَسَارَّهَا فَضَحِكَتْ، قَالَتْ) أي: عائشة ﵂: (فَسَأَلْتُهَا عَنْ ذَلِكَ) الذي قاله لها فبكت وضحكت، زاد في رواية مسروقٍ عند المصنِّف [خ¦٣٦٢٤]«فقالت: ما كنت لأفشيَ سرَّ رسول الله ﷺ»(فَقَالَتْ) أي: بعد وفاته ﷺ: (سَارَّنِي النَّبِيُّ ﷺ) بتشديد الرَّاء (فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ يُقْبَضُ فِي وَجَعِهِ الَّذِي تُوُفِّي فِيهِ فَبَكَيْتُ) لذلك (ثُمَّ سَارَّنِي فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِهِ أَتْبَعُهُ فَضَحِكْتُ) لذلك، و «أَتْبَعه» بسكون الفوقيَّة بعد فتح الهمزة (١) وفتح المُوحَّدة، وهذا الحديث وسابقه سقطا لأبي ذرٍّ والنَّسفيِّ؛ لسبق ثانيهما بإسناده ومتنه في