للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدَّلالة على المعاني، وقول اليهود هذا كان مذهبًا مشهورًا عندهم، أو قاله بعضٌ من متقدِّميهم، أو من كان بالمدينة، وإنَّما قالوا (١) ذلك؛ لأنَّه لم يبقَ فيهم بعد وقعة بختنصر مَنْ يحفظ التَّوراة، فلمَّا أحياه الله بعد مئة عامٍ وأملى عليهم التَّوراة حفظًا؛ فتعجَّبوا من ذلك وقالوا: ما هذا إلا لأنَّه ابن الله، والدَّليل على أنَّ هذا القول كان فيهم (٢): أنَّ الآية قُرِئَت عليهم، فلم يُكذِّبوا مع تهالكهم على التَّكذيب.

٤٦٥٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ) هشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) عمرو بن عبد الله السَّبيعيِّ أنَّه (قَالَ: سَمِعْتُ البَرَاءَ) بن عازبٍ ( يَقُولُ: آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ) عليه : (﴿يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ﴾) في آخر سورة النِّساء [النساء: ١٧٦] (وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ) عليه (بَرَاءَةٌ) فإن قلتَ: قد (٣) سبق في آخر (٤) «سورة البقرة» من حديث ابن عبَّاسٍ أنَّ آخر آية نزلت آية الرِّبا [خ¦٤٥٤٤] وعند النَّسائيِّ من حديث ابن عبَّاسٍ: أنَّ سورة النَّصر آخر سورة نزلت؛ أجيب بأنَّ المراد آخريَّةٌ مخصوصةٌ؛ لأنَّ الأوَّليَّة والآخريَّة من الأمور النِّسبيَّة، وأمَّا السُّورة؛ فإن آخريَّة النصر باعتبار نزولها كاملةً، بخلاف براءة؛ فالمراد أوَّلها أو معظمها، وإلَّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النَّبويَّة، وسيكون لنا عودةٌ إلى الإلمام بشيءٍ من مبحث ذلك «بسورة النَّصر» [خ¦٤٩٦٧] إن شاء الله تعالى، بعون الله وقوته.

(٢) (بَاب قَوْله) تعالى: (﴿فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ﴾) أوَّلها شوَّالٌ، وآخرها سلخ (٥) المحرَّم،


(١) «قالوا»: مثبتٌ من (د) و (س).
(٢) في (د): «منهم».
(٣) «قد»: مثبتٌ من (د).
(٤) في (ص) و (م): «أواخر».
(٥) «سلخ»: ليس في (د) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>