للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه ابن أبي حاتمٍ- قال: «قيل لهم: قولوا: مغفرةً» (فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ) بفتح الحاء المهملة (عَلَى أَسْتَاهِهِمْ) بفتح الهمزة وسكون المهملة، أي: أوراكهم (فَبَدَّلُوا) أي: غيَّروا السُّجود بالزَّحف (وَقَالُوا: حِطَّةٌ) كما قيل، وزادوا على ذلك مستهزئين: (حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ) بفتح العين والرَّاء، وفي روايةٍ: «حنطةٌ» بالنُّون بدل: «حطَّةٌ»، وللكُشْميهَنيِّ في «الأعراف» [خ¦٤٦٤١]: «في شَعِيرةٍ» بزيادة تحتيَّةٍ بعد كسر العين المهملة، وحاصل الأمر: أنَّهم أُمِروا أن يخضعوا لله تعالى عند الفتح بالفعل والقول، وأن يعترفوا بذنوبهم، فخالفوا غاية المخالفة، ولذا قال الله تعالى في حقِّهم: ﴿فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ [البقرة: ٥٩] والمراد بالرِّجز: الطَّاعون، قيل: إنَّه مات به في ساعةٍ أربعةٌ وعشرون ألفًا.

(٦) (قَوْلُهُ) تعالى: (﴿مَن كَانَ﴾) ولأبي ذرٍّ: «بابٌ» بالتَّنوين «﴿مَن كَانَ﴾» (﴿عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ﴾ [البقرة: ٩٧]) قال ابن جريرٍ (١): أجمع أهلُ العلم بالتَّأويل أنَّ هذه الآية نزلت جوابًا لليهود من بني إسرائيل؛ إذ زعموا أنَّ جبريل عدوٌّ لهم، وأن ميكائيل وليٌّ لهم (وَقَالَ عِكْرِمَةُ) مولى ابن عبَّاسٍ فيما وصله الطَّبريُّ: (جَبْرَ) بفتح الجيم وسكون الموحَّدة (وَمِيكَ) بكسر الميم (وَسَرَافِ) بفتح السِّين المهملة وتخفيف الرَّاء وبالفاء المكسورة؛ الأوَّل من جبريل، والثَّاني من ميكائيل، والثَّالث من إسرافيل؛ معنى الثَّلاثة: (عَبْدٌ، إِيْل) بكسر الهمزة وسكون التَّحتيَّة، معناها في الثَّلاثة: (اللهُ) أي: جبريل عبدُ الله، وميكائيل عبدُ الله، وإسرافيل عبدُ الله، وقال بعضُهم: جبريل: اسم ملكٍ أعجميٍّ؛ فلذلك لم ينصرف للعجمة والعلميَّة، ومن قال: هو مشتقٌّ أو مركَّب تركيبَ إضافةٍ؛ رُدَّ قوله؛ لأنَّ الأعجميَّ لا يدخله الاشتقاق العربيُّ، ولأنَّه لو كان مركَّبًا تركيب الإضافة؛ لكان مصروفًا (٢).


(١) في (د): «جريج» وليس بصحيحٍ.
(٢) في (ب) و (س): «منصرفًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>