للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بن مرَّة يشعر (١) بأنَّ ذلك وقع بالمدينة لقوله: «استنصرت الله فنصرك»، ولا يلزم من هذا اتِّحاد هذه القصَّة مع قصَّة أنسٍ السَّابقة، فهي واقعةٌ أخرى لأنَّ في رواية أنسٍ: «فلم ينزل عن المنبر حتَّى مُطِروا»، وفي هذه: «فما كان إلَّا جمعةٌ أو نحوها حتَّى مُطِروا»، والسَّائل في هذه القصَّة غير السَّائل في تلك، فهما قصَّتان، وقع في كلٍّ منهما طلب الدُّعاء بالاستسقاء، ثمَّ طلب الدُّعاء بالاستصحاء، كذا قرَّره الحافظ ابن حجرٍ رادًّا به على من غلَّط أسباط بن نصرٍ في هذه الزِّيادة، ونسبه إلى أنَّه أدخل حديثًا في (٢) آخرَ، وأنّ قوله: «فسُقُوا الغيث»، إنَّما كان في قصَّة المدينة (٣) الَّتي رواها أنسٌ، لا في قصَّة قريشٍ، وأجاب البرماويُّ: بأنَّ المعنى أنَّ سفيان يروي عن منصور واقعة مكَّة وسؤالَ أهل مكَّة وهو بها قبل الهجرة، وزاد عليه أسباطٌ عن منصورٍ ذكر الواقعتَين، لا أنَّ (٤) الثَّانية مسبَّبة عن الأولى (٥)، ولا أنَّ (٦) السُّؤال فيهما معًا كان بالمدينة. انتهى (٧). (وَشَكَا النَّاسُ) إليه (كَثْرَةَ المَطَرِ، قَالَ) وللأربعة: «فقال»: (اللَّهُمَّ) أنزل المطر (حَوَالَيْنَا وَلَا) تنزله (٨) (عَلَيْنَا، فَانْحَدَرَتِ السَّحَابَةُ عَنْ رَأْسِهِ، فَسُقُوا النَّاسَُ حَوْلَهُمْ) برفع «النَّاسُ» على البدل من الضَّمير، أو فاعلٌ على لغةِ: «أكلوني البراغيثُ»، ويجوز النَّصب على الاختصاص، أي: أعني النَّاسَ الَّذين في المدينة وحولها.

(١٤) (بابُ الدُّعَاءِ إِذَا كَثُرَ المَطَرُ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا) بإضافة «بابُ» لتاليه.


(١) في (ب) و (س): «مشعرٌ».
(٢) «في»: ليس في (ص).
(٣) في (د): «الحديبية»، وليس بصحيحٍ.
(٤) في (م): «لأنَّ»، وهو خطأٌ.
(٥) في (م): «الأوَّل».
(٦) في (ص) و (م): «لأنَّ»، وهو خطأٌ. والمثبت موافق للامع الصبيح.
(٧) «انتهى»: ليس في (ب).
(٨) «تنزله»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>