للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرضِ، والمعنى: ألم نبيِّن لهُ طريقَي الخيرِ والشَّرِّ؟ وقال ابنُ عبَّاس: ﴿النَّجْدَيْنِ﴾ (١) الثَّديين، وهما ممَّا تقسِم بهِ العرب، تقول: أمَا ونجديهَا ما فعلتُ، تريد: ثديي المرأة؛ لأنَّهما كالنَّجدينِ للبطنِ.

(﴿مَسْغَبَةٍ﴾ [البلد: ١٤]) أي: (مَجَاعَةٍ) والسَّغَب: الجُوع.

(﴿مَتْرَبَةٍ﴾ [البلد: ١٦]) ولأبي ذرٍّ برفع الثَّلاثة، أي: (السَّاقِطُ فِي التُّرَابِ) ليس له بيتٌ لفقرِه.

(يُقَالُ: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ﴾ [البلد: ١١] فَلَمْ يَقْتَحِمِ العَقَبَةَ) فلَم يجاوزهَا (فِي الدُّنْيَا) ليأمن (ثُمَّ فَسَّرَ العَقَبَةَ فَقَالَ: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾) أي: أعلمكَ (﴿مَا الْعَقَبَةُ﴾ [البلد: ١٢]) الَّتي يقتحمهَا، وبيَّن سببَ جوازها بقوله: (﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ [البلد: ١٣]) برفع الكاف على إضمارِ مبتدأ، أي: هو فكُّ، وخفض ﴿رَقَبَةٍ﴾ بالإضافة، من الرِّق بإعتاقها (﴿أَوْ إِطْعَامٌ﴾) بهمزة مكسورة وألف بعد العين ورفع ميم ﴿إِطْعَامٌ﴾ منوَّنًا، وقراءةُ ابن كثيرٍ وأبي عَمرو والكسائيِّ: ﴿فَكُّ﴾ بفتح الكاف فعلًا ماضيًا، ﴿رَقَبَةٍ﴾ نصب، ﴿إِطْعَامٌ﴾ فعلًا ماضيًا أيضًا (﴿فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ﴾ [البلد: ١٤]) مجاعةٍ، وهذا تنبيهٌ على أنَّ النَّفس لا توافقُ صاحبهَا في الإنفاقِ لوجهِ الله تعالى ألبتَّة، فلا بدَّ من التَّكلُّف وحمل المشقَّة على النَّفس، والَّذي يوافقُ النَّفس هو الافتخارُ والمراءاة، فكأنَّه تعالى ذكر هذا المثل بإزاءِ ما قال: ﴿أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا﴾ [البلد: ٦] والمرادُ بيان الإنفاقِ المفيد، وأن ذلك الإنفاق مضرٌّ. قاله صاحبُ «الفرائد» فيما حكاهُ في «فتوح الغيب».

(﴿فِي كَبَدٍ﴾ [البلد: ٤]) أي: (شِدَّةٍ) أي: شدَّة (٢) خلق، وقال ابنُ عبَّاس: في نَصَبٍ، وقيل: شدَّة مكايد مصائبِ الدُّنيا وشدائد الآخرة، وهذا ثابتٌ للنَّسفي وحدَه (٣).

(((٩١))) (سورة ﴿وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا﴾) مكِّيَّة، وآيُها خمس عشرة.


(١) قوله: «النجدين»: ليس في (ص) و (م).
(٢) قوله: «أي شدة»: ليست في (ص) و (د).
(٣) قوله: «في كبد … للنسفي وحده»: وقع في (م) و (د) بعد لفظ «المقسم به وما عطف عليه».

<<  <  ج: ص:  >  >>