للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(١٨) (بَابُ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ ) أي: آخرِهم الذي ختمَهم، أو خُتِموا به على قراءة عاصم بالفتح، وقيل: مَن لا نبيَّ بعدَه يكونُ أشفق على أمته وأهدى لهم؛ إذْ هو كالوالدِ لولدٍ ليس له غيرُه، ولا يقدحُ فيه نزولُ عيسى بعدَه، لأنَّه إذا نزل يكون على دِينه مع أنَّ المراد أنَّه آخرُ مَن نُبِّئ.

٣٥٣٤ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ) بكسر السين المهملة وتخفيف النون، أبو بكر العَوَقيُّ -بفتح العين المهملة والواو وبالقاف- قال: (حَدَّثَنَا سَلِيمٌ) بفتح السين وكسر اللَّام، الباهليُّ البصريُّ -ولأبي ذرٍّ: «سَلِيم بن حَيَّان» بفتح الحاء المهملة وتشديد التحتيَّة- قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ) بكسر الميم وسكون التحتية وبالمدِّ ويُقصَر (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) الأنصاريِّ () كذا في «اليونينية» بإثبات الرضا، وسقط في الفرع (١)، أنَّه (قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ : مَثَلِي) مبتدأٌ (وَمَثَلُ الأَنْبِيَاءِ) قبلي، عطفٌ عليه (كَرَجُلٍ) خبرُه (بَنَى دَارًا فَأَكْمَلَهَا وَأَحْسَنَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ) بفتح اللَّام وكسر الموحَّدة بعدَها نونٌ، ويجوزُ كسرُ اللَّام وسكون الموحَّدة، قطعة طين تُعجَنُ وتَيبَس ويُبنى بها من غير إحراق (فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا) أي: الدار (وَيَتَعَجَّبُونَ) بالفوقيَّة بعدَ التحتيَّة، مِنْ حُسْنِها (وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوْضِعُ (٢) اللَّبِنَةِ) برفع «موضعُ» مبتدأٌ خبرُه محذوف، أي: لولا موضعُ اللَّبِنة لكان بناءُ الدار كاملًا، وزاد الإسماعيليُّ: «وأنا (٣) موضعُ اللَّبِنة، جئتُ فختمتُ الأنبياء».

وقد أورد صاحب «الكواكب» سؤالًا فقال: فإن قلت: المشبَّه به هنا «رجل» والمشبَّه متعددٌ، فكيف صحَّ التشبيه؟ وأجاب: بأنَّه جعل الأنبياءَ كلَّهم كواحدٍ فيما قصد في (٤) التشبيه،


(١) قوله: «كذا في اليونينيَّة … » ليس في (د).
(٢) زيد في (م): «هذه».
(٣) في (م): «أما».
(٤) في (م): «من».

<<  <  ج: ص:  >  >>