وسبق الحديث في «باب إذا نزل العدوُّ على حكم رجلٍ»[خ¦٣٠٤٣] من «كتاب (١) الجهاد».
(١٣)(بابُ مَنْقَبَةِ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ) بضمِّ الهمزة والحاء المهملة مُصغَّرين، ابن سِمَاك بن عَتيك ابن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الأنصاريِّ الأوسيِّ الأشهليِّ أبي يحيى، المُتوفَّى سنة عشرين في خلافة عمر على الأصحِّ، وصلَّى عليه عمر ﵁(وَ) باب منقبة (عَبَّادِ بْنِ بِشْرٍ) بفتح العين والمُوحَّدة المُشدَّدة، و «بِشْرٍ» بمُوحَّدةٍ مكسورةٍ ومُعجَمةٍ ساكنةٍ، ابن وَقْشٍ -بفتح الواو وسكون القاف وبمُعجَمةٍ- الأنصاريِّ الخزرجيِّ الأشهليِّ، أسلم قبل الهجرة وشهد بدرًا، وأبلى يوم اليمامة فاستُشهِد بها (﵄) وسقط لأبي ذرٍّ لفظ «باب» فالتَّالي مرفوعٌ كما لا يخفى.
٣٨٠٥ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ) الطُّوسيُّ البغداديُّ قال: (حَدَّثَنَا حَبَّانُ) بفتح الحاء المُهمَلة والمُوحَّدة المُشدَّدة، ابن هلالٍ الباهليُّ، وثبت لأبي ذرٍّ «ابن هلالٍ» قال: (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ) بفتح الهاء وتشديد الميم الأولى، ابن يحيى العَوْذِيُّ -بفتح العين المُهمَلة وسكون الواو وكسر الذَّال المُعجَمة- أبو عبد الله البصريُّ، قال أحمد: هو ثَبْتٌ في كلِّ المشايخ، قال:(أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ) بن دعامة (عَنْ أَنَسٍ ﵁: أَنَّ رَجُلَيْنِ) ذكرهما في الرِّواية المُعلَّقة بعدُ (خَرَجَا مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ ﷺ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ) بكسر اللَّام (وَإِذَا) بالواو، ولأبي ذرٍّ «فإذا»(نُورٌ بَيْنَ أَيْدِيهِمَا) يُضيء (حَتَّى تَفَرَّقَا، فَتَفَرَّقَ النُّورُ مَعَهُمَا) يضيء مع كلِّ واحدٍ منهما حتَّى أتى أهله إكرامًا لهما.
(وَقَالَ مَعْمَرٌ) هو ابن راشدٍ، فيما وصله عبد الرَّزَّاق في «مُصنَّفه» والإسماعيليُّ (عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ)﵄(أَنَّ أُسَيْدَ بْنَ حُضَيْرٍ وَرَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ) وتمامه: «تحدَّثا عند رسول الله ﷺ حتَّى ذهب من اللَّيل ساعةٌ في ليلةٍ شديدة الظُّلمة، ثمَّ خرجا وبيد كلِّ واحدٍ منهما عصيَّةٌ، فأضاءت عصا أحدهما حتَّى مشيا في ضوئها، حتَّى إذا افترقت بهما الطَّريق أضاءت عصا الآخر، فمشى كلُّ واحدٍ منهما في ضوء عصاه حتَّى بلغ أهله».
(وقَالَ حَمَّادٌ) هو ابن سلمة فيما وصله أحمد والحاكم (أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ)﵁ أنَّه قال: (كَانَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ) سقط «ابن حُضَيرٍ» لأبي ذرٍّ (وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ عِنْدَ النَّبِيِّ ﷺ) وتمامه: «في ليلةٍ ظلماءَ حِنْدِسٍ، فلمَّا خرجا أضاءت عصا أحدهما فمشيا في ضوئها، فلمَّا افترقت بهما الطَّريق أضاءت عصا الآخر» وقد وقع مثل هذا لغير المذكورَين، فروى أبو نُعَيمٍ: أنَّه ﷺ أعطى قتادة بن النُّعمان وقد صلَّى معه العشاء في ليلةٍ مظلمةٍ مَطِيرَةٍ عُرْجونًا، وقال: «انطلق به فإنَّه سيضيء لك من بين يديك عشرًا ومن خلفك عشرًا، فإذا دخلت بيتك؛
(١) في غير (ص): «باب»، والمثبت موافقٌ لما في «البخاريِّ».