للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنَّه توحيدٌ خفيٌّ وكنزٌ من الكنوزِ، ولأنَّه لم يقلْ له ما ذكرته كنزٌ من الكنوزِ، بل صرَّح بها، فقال: (لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) تنبيهًا على هذا السِّرِّ. انتهى.

فإن قلتَ: ما مناسبةُ الحديث للتَّرجمة، فإنَّه ترجم بالدُّعاء والَّذي في الحديث التَّكبير؟ أُجيب باحتمال أن يكون أخذه من قوله فيه: «فإنَّكم لا تدعون أصمَّ».

(٥١) (باب الدُّعَاءِ إِذَا هَبَطَ) نزل (وَادِيًا. فِيهِ) أي: في الباب (حَدِيثُ جَابِرٍ) الأنصاريِّ () السَّابق (١) في «باب التَّسبيح إذا هبط واديًا» من «كتاب الجهاد» [خ¦٢٩٩٣] بلفظ: حدَّثنا محمَّد بن يوسفٍ: حدَّثنا سفيان، عن حُصين بن عبد الرَّحمن، عن سالمِ بن أبي الجعد، عن جابرِ بن عبد الله ، قال: «كنَّا إذا صعدنَا كبَّرنا، وإذا نزلنا سبَّحنا». هذا آخرُ الحديث، وحكمةُ التَّكبير عند الصُّعود الاستشعار بكبرياءِ الله تعالى عندما يقعُ البصرُ على الأمكنةِ العالية، والتَّسبيح عند الهبوط استنباطٌ من قصَّة يونس وتسبيحه في بطنِ الحوت؛ لينجو من بطنِ الأوديةِ، كما نجا يونسُ من بطنِ الحوت، وقيل غير ذلك ممَّا ذكرتهُ في الباب المذكور.

وهذا الباب والتَّرجمة وقوله: «فيه حديث جابرٍ » ثابتةٌ في روايةِ المُستملي والكُشميهنيِّ ساقطةٌ لغيرهما (٢).

(٥٢) (بابُ الدُّعَاءِ إِذَا أَرَادَ) الإنسانُ (سَفَرًا أَوْ رَجَعَ) منه (فِيْهِ) أي: في الباب (يَحْيَى بنُ أَبِي إِسْحَاقَ) الحضرميُّ (عنْ أنَسٍ) ، ممَّا وصله في «الجهادِ» في «باب ما يقولُ إذا رجعَ من الغزو» [خ¦٣٠٨٥] وفيه: «فلمَّا أشرفنَا على المدينة، قال: آيبونَ تائبونَ عابدونَ لربِّنا حامدون» وثبتَ الباب وما بعدَه إلى هنا في روايةِ أبي ذرٍّ عن الحَمُّويي.


(١) في (ع) و (د) زيادة: «أي».
(٢) في (ص) و (ع) و (د): «وسقط لغيره».

<<  <  ج: ص:  >  >>