للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وزادَ أبو ذرٍّ: «إلى آخرها» قيل: وخصَّ اليد؛ لأنَّه رمى النَّبيَّ بحجرٍ فأدمَى عقبه؛ فلذا ذكرهَا وإن كان المرادُ جملة بدنه (١).

وذكرهُ بكنيتهِ دونَ اسمهِ (٢) عبدُ العزَّى؛ لأنَّه لما كان من أهلِ النَّار ومآله إلى نارٍ ذاتِ لهب؛ وافقتْ حاله كنيته، فكان جديرًا أن يُذكرَ بها.

(٤) (﴿وَامْرَأَتُهُ﴾) ولأبي ذرٍّ (٣): «باب قوله تعالى: ﴿وَامْرَأَتُهُ﴾» أمُّ جميلٍ العوراء بنتُ حرب بنِ أميَّة، أخت أبي سفيان بن حربٍ (﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤]) الشَّوك والسَّعدان، تُلقيهِ في طريقِ النَّبيِّ وأصحابهِ لتعقرهُم بذلك، وهو قولُ ابن عبَّاس.

(وَقَالَ مُجَاهِدٌ) فيما وصلهُ الفِريابيُّ: (﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ [المسد: ٤] تَمْشِي) إلى المشركينَ (بِالنَّمِيمَةِ) توقِعُ بها بين النَّبيِّ وبينهُم وتلقِي العداوة بينهُم، وتوقدُ نارها كما توقد النَّار بالحطبِ، فكنَّى عن ذلك بحملهَا (٤) الحطب.

(﴿فِي جِيدِهَا﴾) عنقها (﴿حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ﴾ [المسد: ٥] يُقَالُ: ﴿مِّن مَّسَدٍ﴾ لِيفِ المُقْلِ) وذلك هو (٥) الحبلُ الَّذي كانت تحتطبُ بهِ، فبينما هي ذاتَ يومٍ حاملة الحُزمة أعيتْ، فقعدَت على حجرٍ لتستريحَ؛ أتاها ملكٌ فجذبهَا من خلفِها فأهلكها (وَ) قيل: (هْيَ السِّلْسِلَةُ الَّتِي فِي النَّارِ) من حديدٍ، ذرعُهَا سبعونَ ذراعًا، تدخلُ في فمهَا وتخرجُ من دبرهَا، ويكونُ سائرها في عنقهَا، فُتِلت من حديدٍ فتلًا محكمًا، وهذهِ الجملة حالٌ من ﴿حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ الَّذي هو نعتٌ لـ ﴿امْرَأَتُهُ﴾، أو خبر مبتدأ مقدَّر (٦).


(١) في (م): «يديه».
(٢) «اسمه»: ليست في (ص).
(٣) قوله: «وامرأته ولأبي ذر»: ليست في (م) و (د).
(٤) في (م): «بذلك عن حملها».
(٥) «هو»: ليست في (ص)، وفي (د): «الحبل هو».
(٦) في (م): «مقدم».

<<  <  ج: ص:  >  >>