للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(﴿ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ﴾) ليخرجه من السِّجن امتنعَ من الخروجِ؛ ليتحقَّق الملك ورعيَّته براءتهُ ونزاهتَهُ ممَّا نُسب إليه من جهةِ امرأةِ العزيز، وأنَّ سجنَه لم يكنْ عن أمرٍ يقتضيهِ بل كان ظلمًا وعدوانًا (﴿قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ﴾) أي: سيِّدك، يريد الملكَ (﴿فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ﴾ [يوسف: ٣٦ - ٥٠]) الآية، وسقط لأبي ذرٍّ من قولهِ «﴿قَالَ أَحَدُهُمَآ﴾ … » إلى آخره، وقال بعد قولهِ: ﴿فَتَيَانَ﴾: «إلى قولهِ: ﴿ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ﴾».

(﴿وَادَّكَرَ﴾) بالدال المهملة (افْتَعَلَ مِنْ ذَكَرَ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: «ذكرْتُ (١)» بسكون الراء، فأدغم التاء في الذال، فحوِّلت دالًا مهملةً ثقيلةً.

(﴿أُمَّةٍ﴾) أي: (قَرْنٍ) بالجرِّ لأبي ذرٍّ، ولغيره بالرَّفع (٢)، وقيل: حين، وعن سعيدِ بنِ جبير: بعد سنين (٣) (وَتُقْرَأُ: (أَمَهٍ)) بفتح الهمزة والميم وكسر الهاء منوَّنة، أي: بعد (نِسْيَانٍ) ونسبتْ هذه القراءة لابنِ (٤) عبَّاسٍ، وهي شاذَّةٌ.

(وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصلَه ابنُ أبي حاتم: (﴿يَعْصِرُونَ﴾) أي: (الأَعْنَابَ وَالدُّهْنَ، ﴿تُحْصِنُونَ﴾) أي: (تَحْرُسُونَ).

٦٩٩٢ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ) بن محمد بن أسماء الضُّبعيُّ قال: (حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ) بن أسماء، وهو عمُّ السَّابق (عَنْ مَالِكٍ) الإمام (عَنِ الزُّهريِّ) محمَّد بن مسلمٍ (أَنَّ سَعِيدَ بْنَ المُسَيَّبِ وَأَبَا عُبَيْدٍ) بضم العين مصغَّرًا، سعد بن عُبيد مولى عبد الرَّحمن بن الأزهرِ بن عوف (أَخْبَرَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (٥) : لَوْ لَبِثْتُ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ يُوسُفُ) أي: مدَّة


(١) في (س): «من ذكرت».
(٢) «بالجر لأبي ذر ولغيره بالرفع»: ليست في (د).
(٣) في (س) و (ص): «سنتين».
(٤) في (ص): «إلى ابن».
(٥) في (د): «قال النبي».

<<  <  ج: ص:  >  >>