قَرَأَ النَّبِيُّ ﷺ النَّجْمَ) أي: سورتها حال كونه (بِمَكَّةَ، فَسَجَدَ فِيهَا) أي: في آخرها (وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ غَيْرَ شَيْخٍ) هو أميَّة بن خلفٍ كما يأتي في سورة النَّجم -إن شاء الله تعالى- أو الوليد بن المغيرة، أو عتبة بن ربيعة، أو أبو أُحَيْحَة سعيد بن العاصي، أو أبو لهبٍ، أو المطَّلب بن أبي وداعة، والأوَّل أصحُّ (أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَوْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ) وفي «سورة النَّجم»[خ¦١٠٢٠]: «فسجد عليه»(وَقَالَ: يَكْفِينِي) بفتح المثنَّاة التَّحتيَّة أوَّل «يَكفيني»(هَذَا) قال عبد الله بن مسعود: (فَرَأَيْتُهُ) أي: الشَّيخ المذكور (بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا) أي: ببدرٍ، ولأبوي ذَرٍّ والوقت والأَصيليِّ:«بعدُ قُتِلَ كافرًا». فإن قلت: لِمَ بدأ المؤلِّف بالنَّجم؟ أُجِيبَ لأنَّها (١) أوَّل سورةٍ أنزلت فيها سجدةٌ، كما عند المؤلِّف في رواية إسرائيل [خ¦٤٨٦٣]، وعُورِضَ بأنَّ الإجماع بأنَّ سورة ﴿اقْرَأْ﴾ أوَّل ما نزل، وأُجِيبَ بأنَّ السَّابق مِن «اقرأ» أوائلها، وأمَّا بقيَّتها فبعد ذلك، بدليل قصَّة أبي جهلٍ في نهيه النَّبيَّ ﷺ عن الصَّلاة.
ورواة الحديث ما بين بصريٍّ وواسطيٍّ وكوفيٍّ، وفيه: رواية الرَّجل عن زوج أمِّه لأنَّ غندرًا ابن امرأة شعبة، والتَّحديث والعنعنة والقول، وأخرجه المؤلِّف أيضًا في هذا الباب [خ¦١٠٧٠] وفي «مبعث النَّبيِّ ﷺ»[خ¦٣٨٥٣] و «المغازي»[خ¦٣٩٧٢] و «التَّفسير»[خ¦٤٨٦٣]، وأبو داود والنَّسائيُّ فيه أيضًا.
(٢)(بابُ سَجْدَةِ تَنْزِيلُ السَّجْدَةُِ) بالجرِّ على الإضافة، وبالرَّفع على الحكاية.