للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٨٨٢ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ) الأويسيُّ (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ) بسكون العين القرشيُّ (عَنِ ابْنِ شِهَابٍ) الزُّهريِّ (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن عوفٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ) أنَّه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ حِينَ أَرَادَ حُنَيْنًا) أي: غزوتها: (مَنْزِلُنَا غَدًا -إِنْ شَاءَ اللهُ-) اعتراضٌ بين المبتدأ وهو قوله: «منزلنا» وخبره وهو قوله: (بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ) بفتح الخاء المُعجَمة: ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، وهو المُحصَّب (حَيْثُ تَقَاسَمُوا) تحالفوا (عَلَى الكُفْرِ) زاد في «الحجِّ» [خ¦١٥٩٠] من طريق الأوزاعيِّ عن الزُّهريِّ: «وذلك أنَّ قريشًا وكنانة تحالفت على بني هاشمٍ وبني عبد المطَّلب -أو بني المطَّلب- ألَّا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتَّى يُسلِموا إليهم النَّبيَّ »، وفي السِّيرة: «وكتبوا بذلك كتابًا بخطِّ بغيض بن عامر بن هاشمٍ، وعلَّقوه في جوف الكعبة، وتمادوا على العمل بما فيه من ذلك ثلاث سنين، فاشتدَّ البلاء على بني هاشمٍ في شِعْبهم، وعلى كلِّ من معهم، فلمَّا كان رأس ثلاث سنين (١) تلاوم قومٌ من قصيٍّ ممَّن ولدتهم بنو هاشمٍ ومن سواهم، فأجمعوا أمرهم على نقض ما تعاهدوا عليه من الغدر والبراءة، وبعث الله على صحيفتهم الأَرَضَة فأكلت ولَحَسَتْ ما فيها من مثياقٍ وعهدٍ، وبقي ما كان فيها من ذكر الله ﷿، وأطلع الله تعالى نبيَّه على ذلك، فأخبر عمَّه أبا طالبٍ بذلك، فقال: أربُّكَ أخبرك بذلك؟ قال: نعم، فقال أبو طالبٍ: لا والثَّواقب ما كذبتني، ثمَّ خرج أبو طالبٍ فقال: يا معشر قريشٍ إنَّ ابن أخي أخبرني أنَّ الله ﷿ قد سلَّط على صحيفتكم الأَرَضَة، فإن كان كما يقول: فوالله لا نسلِّمه حتَّى نموت (٢) من عند آخرنا، وإن كان الذي يقول باطلًا دفعنا إليكم صاحبنا قتلتم أو استحييتم، فقالوا: قد رضينا بالذي تقول، ففتحوا الصَّحيفة فوجدوها كما أخبر، فقالوا: هذا سحر ابن أخيك، وزادهم ذلك بغيًا وعدوانًا»، ويأتي إن شاء الله تعالى ما في حديث الباب من المباحث في «الفتح» [خ¦٤٢٨٥] بعون الله وقوَّته.


(١) قوله: «فاشتدَّ البلاء على بني هاشمٍ في شِعْبهم … فلمَّا كان رأس ثلاث سنين» سقط من (م).
(٢) في (ص): «نُمزَّق».

<<  <  ج: ص:  >  >>