للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بمعنى (١) المنع من المكروهات، كأنَّه قال: لا يمنعُ من المحذور إلَّا من أراد السَّلامة.

(فَلَوْ يَعْلَمُ الكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ) الواسعةِ (لَمْ يَيْأَسْ) لم يقنطْ (مِنَ الجَنَّةِ) بل يحصلْ له الرَّجاء فيها؛ لأنَّه يغطي عليه ما يعلَمُه (٢) من العذابِ العظيم، وعبَّر بالمضارع في قوله: «يعلم» دون الماضي إشارةً إلى أنَّه لم يقعْ له علم ذلك ولا يقع لأنَّه إذا امتنع في المستقبلِ كان ممتنعًا فيما مضى. وقال الكِرمانيُّ: «لو» هنا (٣) لانتفاءِ الثَّاني، وقال (٤): «فلو» بالفاء إشارة إلى ترتيب ما بعدها على ما قبلها. واستُشكلَ التَّركيب في قوله: «بكلِّ الَّذي» لأنَّ «كُلّ» إذا أضيفتْ إلى الموصولِ كانت إذ ذاك لعمومِ الأجزاءِ لا لعمومِ الأفراد، والمرادُ من سياق الحديث تعميم الأفراد؟ وأُجيب بأنَّه وقعَ في بعض طرقهِ أنَّ الرَّحمة قُسمت مئة جزء، فالتَّعميم حينئذٍ لعمومِ الأجزاءِ في الأصلِ، أو نُزِّلتِ الأجزاءُ منزلةَ الأفراد مبالغةً (وَلَوْ يَعْلَمُ المُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللهِ) ﷿ (مِنَ العَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ).

ومطابقةُ الحديث للتَّرجمة من جهةِ أنَّه اشتملَ على الوعدِ والوعيدِ المقتضيين للرَّجاء والخوفِ.

(٢٠) (باب الصَّبْرِ عَنْ (٥) مَحَارِمِ اللهِ) ﷿، والصَّبر على المواظبةِ على فعل الواجباتِ، والصَّبرُ:


(١) في (د): «بابها كفعل».
(٢) في (د): «ما لا يعلمه».
(٣) «لو هنا»: ليست في (د).
(٤) «الكِرمانيّ: لو هنا لانتفاء الثَّاني، وقال»: ليست في (ص).
(٥) في (س): «على». قال الشيخ قطَّة رحمه الله تعالى: هكذا في نسخ، وفي بعضها: «عن محارم».

<<  <  ج: ص:  >  >>