للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأمَّة فقيل: لا يرين؛ لأنَّهنَّ مقصوراتٌ في الخيام، ولم يَرِد في أحاديث الرُّؤية تصريحٌ برؤيتهنَّ، وقيل: يرين؛ أخذًا من عمومات النُّصوص الواردة في الرُّؤية، أو يرين في مثل أيَّام الأعياد لأهل الجنَّة تجلِّيًّا عامًّا، فيرينه لحديث أنسٍ عند الدَّارقطنيِّ مرفوعًا: «إذا كان يوم القيامة رأى المؤمنون ربَّهم ﷿، فأحدثهم عهدًا بالنَّظر إليه في كلِّ جمعةٍ، ويراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النَّحر» وذهب الشَّيخ عزُّ الدِّين بن عبد السَّلام إلى أنَّ الملائكة لا يرون ربَّهم؛ لأنَّهم لم يثبت لهم ذلك كما ثبت للمؤمنين من البشر، وقد قال تعالى: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ﴾ [الأنعام: ١٠٣] خرج منه مؤمنو البشر بالأدلَّة الثَّابتة، فبقي على عمومه في الملائكة، ولأنَّ للبشر طاعاتٍ لم يثبت مثلها للملائكة كالجهاد والصَّبر على البلايا والمحن وتحمُّل المشاقِّ في العبادات لأجل الله، وقد ثبت أنَّهم يرون ربَّهم ويسلِّم عليهم ويبشِّرهم بإحلال رضوانه عليهم أبدًا، ولم يثبت مثل هذا (١) للملائكة. انتهى.

وقد نقله عنه جماعةٌ ولم يتعقَّبوه بنكيرٍ، منهم: العزُّ ابنُ جماعةٍ، ولكنَّ الأقوى أنَّهم يرونه كما نصَّ عليه أبو الحسن الأشعريُّ في كتابه «الإبانة» فقال: أفضل لذَّات الجنَّة رؤية الله تعالى، ثمَّ رؤية نبيِّه ، فلذلك لم يحرم الله أنبياءه المرسلين وملائكته المقرَّبين وجماعة المؤمنين والصِّدِّيقين النَّظر إلى وجهه الكريم، ووافقه على ذلك البيهقيُّ وابن القيِّم والجلال البلقينيُّ.

والحديث سبق في تفسير «سورة الرَّحمن» [خ¦٤٨٧٨].

٧٤٤٥ - وبه قال: (حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ) عبد الله بن الزُّبير قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بن عيينة قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكُ بْنُ أَعْيَنَ) بفتح الهمزة والتَّحتيَّة بينهما عينٌ مهملةٌ ساكنةٌ آخره نونٌ، الكوفيُّ (وَجَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ) الصَّيرفيُّ الكوفيُّ، كلاهما (عَنْ أَبِي وَائِلٍ) شقيق بن سلمة (عَنْ عَبْدِ اللهِ)


(١) في (د) و (ص): «ذلك».

<<  <  ج: ص:  >  >>