الإناءُ المتحلِّل الأجزاء، وفي روايةِ سعيد بن داود:«حتَّى إنَّ العرقَ يلجُم أحدهم»(إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ) قال الكَرْمانيُّ: فإن قلتَ: ما وجهُ إضافةِ الجمعِ إلى المثنَّى؟ وهل هو مثلُ: ﴿صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ [التحريم: ٤] وأجابَ: بأنَّه لمَّا كان لكلِّ شخصٍ أُذنانِ بخلافِ القلب؛ لا يكونُ مثله بل يصيرُ من بابِ إضافةِ الجمعِ إلى الجمع حقيقةً ومعنًى. انتهى. وحكى القاضِي أبو بكر ابن العربي: أنَّ كلَّ أحدٍ يقوم عَرَقُه معهُ، وهو خلافُ المعتادِ في الدُّنيا، فإنَّ الجماعة إذا وقفُوا في الأرضِ المعتادة أخذهُم الماءُ أخذًا واحدًا لا يتفاوتُون فيه، وهذا من القُدْرة الَّتي تخرقُ العادَات، والإيمانُ بها من الواجباتِ، ويأتي لذلك إن شاء الله تعالى في محلِّه بعونِ الله تعالى وفضلهِ وكرمهِ.
(١) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ تعالى: (﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق: ٨])«سوف»: من اللهِ واجبٌ، والحسابُ اليسيرُ هو عرضُ عمله عليهِ، كما يأتي إن شاء الله تعالى في هذا الحديث، وثبتَ التَّبويب وتاليه لأبي ذرٍّ.