بابه (فَأَنْزَلَ اللهُ) تعالى: (﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا﴾) وسقطت واو «﴿لَيْسَ﴾» لأبي ذرٍّ (﴿وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾) ونقل ابن كثيرٍ عن محمَّد بن كعبٍ قال: «كان الرَّجل إذا اعتكف؛ لم يدخل منزله من باب البيت، فأنزل الله تعالى الآية».
(٣٠)(﴿وَقَاتِلُوهُمْ﴾) ولأبي ذرٍّ: «باب قوله: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ﴾» يعني: أهل مكَّة (﴿حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ﴾) شركٌ (﴿وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ﴾) خالصًا له ليس للشَّيطان فيه نصيبٌ، أو يكون دين الله هو الظَّاهر العالي على سائر الأديان؛ لحديث «الصَّحيحين»: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا؛ فهو في سبيل الله»[خ¦١٢٣](﴿فَإِنِ انتَهَواْ﴾) عن الشِّرْكِ وقتالِ المؤمنين فكفُّوا عنهم (﴿فَلَا عُدْوَانَ﴾) أي: فمن قاتلهم بعد ذلك فهو ظالمٌ، ولا عدوان (﴿إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: ١٩٣]) أو المراد: فإن تخلَّصوا من الظُّلم وهو الشِّرك؛ فلا عدوان عليهم بعد ذلك.
٤٥١٣ - وبه قال:(حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «حدَّثني» بالإفراد (مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ) بفتح الموحَّدة وتشديد المعجمة، العبديُّ البصريُّ قال:(حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ) بن عبد المجيد الثَّقفيُّ قال: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ) بن عمر العمريُّ (عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ﵄): أنَّه (أَتَاهُ رَجُلَانِ) قيل: هما العلاء بن عِرارٍ؛ بمهملاتٍ الأولى مكسورةٌ، وحِبَّان؛ بكسر الحاء المهملة وتشديد الموحَّدة، صاحب الدَّثَنِيَّة: بفتح المهملة والمثلثة وكسر النُّون وتشديد التَّحتيَّة، أو نافع بن الأزرق (فِي فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ) عبد الله حين حاصره الحجَّاج في آخر سنة ثلاثٍ وسبعين بمكَّة (فَقَالَا: إِنَّ النَّاسَ