للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسياق هذا الحديث صورته صورةُ الإرسالِ، لكن في آخرهِ أنَّه حملهُ عن عبد الله بن الزُّبير، ويأتي في الباب اللَّاحق التَّصريح بذلك [خ¦٤٨٤٧].

٤٨٤٦ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ) بسكون العين، البصريُّ الباهليُّ قال: (أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ) عبد الله بنِ عون بنِ أرطبانَ (١) (قَالَ: أَنْبَأَنِي) بالإفراد (مُوسَى بْنُ أَنَسٍ) قاضي البصرةِ (عَنْ) أبيه (أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبيَّ افْتَقَدَ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ) خطيبَ الأنصارِ، وكان قد قعدَ في بيتهِ حزينًا لمَّا نزلَ قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ﴾ الاية [الحجرات: ٢]. وكان من أرفعِ الصَّحابةِ صوتًا (فَقَالَ رَجُلٌ (٢): يَا رَسُولَ اللهِ؛ أَنَا أَعْلَمُ لَكَ) لأجلكَ (عِلْمَهُ) خبره، والرَّجلُ هو سعد بن معاذ، كما في «مسلم» لكن قال ابنُ كثيرٍ: الصَّحيحُ أنَّ حالَ نزولِ هذه الآية لم يكن سعد بن معاذٍ موجودًا؛ لأنَّه كان قد ماتَ بعد بني قريظةَ بأيَّامٍ قلائل سنةَ خمسٍ، وهذه الآية نزلت في وفدِ بني تميمٍ، والوفودُ إنَّما تواترُوا في سنةِ تسعٍ من الهجرةِ. قال في «الفتح»: ويمكن الجمعُ بأن الَّذي نزل في قصَّةِ ثابتٍ مجرَّد رفعُ الصَّوت، والذي نزلَ في قصَّةِ الأقرعِ أول السُّورةِ، وفي «تفسير ابن المنذر»: أنَّه سعدُ بن عبادةَ، وعند ابن جريرٍ: أنَّه عاصمُ بن عديٍّ العجلانيُّ (فَأَتَاهُ) أي: فأتى الرَّجل ثابتَ بن قيسٍ (فَوَجَدَهُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ) بكسر الكاف (فَقَالَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟) أي: ما حالكَ؟ (فَقَالَ) ثابتٌ حالي (شَرٌّ (٣)، كَانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبيِّ ) كان الأصل أن يقول: كنت أرفعُ صوتِي، لكنه التفتَ من الحاضرِ إلى الغائبِ (فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهْوَ مِنْ أَهْلِ


(١) في (د): «أرطاة».
(٢) في (د) زيادة: «من الأنصار».
(٣) في (م): «شؤم» وكتب على هامشه: في نسخة: «شر».

<<  <  ج: ص:  >  >>