للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٧٢٩ - وبه قال: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ) هو محمَّد بن يحيى بن عبد الله الذُّهليُّ، نسبه إلى جدِّه قال: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ) شيخُ المؤلِّف -روى عنه هنا بالواسطة- قال: (أَخْبَرَنَا المُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) الحِزاميُّ، بالحاء المهملة المكسورة والزاي، وسقط لغير أبي ذرٍّ «ابن عبد الرَّحمن» (قَالَ: حَدَّثَنِي) بالإفراد (أَبُو الزِّنَادِ) عبدُ الله بنُ ذكوان (عَنِ الأَعْرَجِ) عبدِ الرَّحمن بنِ هُرمزٍ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ ) أنَّه (قَالَ: إِنَّهُ (١) لَيَأْتِي الرَّجُلُ العَظِيمُ) في الطول أو في الجاه (السَّمِينُ) ولابن مردويه من وجه آخر عن أبي هريرة : «الطويل العظيم الأكول الشروب» (يَوْمَ القِيَامَةِ لَا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ) وعند ابن أبي حاتمٍ من طريق صالحٍ مولى التوأمة عن أبي هريرةَ مرفوعًا «فيُوزن بحبَّةٍ فلا يَزِنُها» (وَقَالَ) أي: النَّبيُّ أو أبو هريرة: (اقْرَؤُوْا: ﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾) أي: لا نجعل لهم مقدارًا واعتبارًا، أو لا نضع لهم ميزانًا تُوزن به أعمالهم؛ لأنَّ الميزان إنَّما يُنْصَبُ للذين خَلَطوا عملًا صالحًا وآخرَ سيئًا، أو لا نقيم لأعمالهم وزنًا لحقارتِها، وفي هذه الآية من أنواع البديع التجنيس المغاير، وفيها أيضًا الاستعارة، فاستعار إقامَة الوزن الذي هو (٢) حقيقةٌ في اعتداله لعدم الالتفات إليهم وإعراض الله عنهم، كما استعار الحُبُوط في قوله: ﴿حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾ الذي هو حقيقة في البطلان لذهاب جزاء أعمالهم الصالحة، والحذف في ﴿فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾ [الكهف: ١٠٥] أي: ثمرات أعمالهم؛ إذ ليس


(١) قوله: «إنه» ضرب عليها في (ص).
(٢) كذا في (د) و (ص) و (م): «الذي هو»، وفي (ب) و (س): «التي هي».

<<  <  ج: ص:  >  >>