للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يونس عن ابن إسحاق: فقال: «يغلي منها دماغه حتَّى يسيل على قدميه» قال السُّهيليُّ: من باب النَّظر في حكمة الله ومشاكلة الجزاء للعمل أنَّ أبا طالبٍ كان معه بجملته متحزِّبًا له إلَّا أنَّه كان مثبتًا لقدمه على ملَّة عبد المطَّلب حتَّى قال عند الموت: أنا على ملَّة عبد المطَّلب، فسُلِّط العذاب على قدميه خاصَّةً، لتثبيته إيَّاهما على ملَّة آبائه.

(٤١) (باب حَدِيثِ الإِسْرَاءِ) سقط التَّبويب لأبي ذرٍّ (وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿سُبْحَانَ﴾) تنزيهٌ لله تعالى عن السُّوء، وهو علمٌ للتَّسبيح؛ كعثمان للرَّجل، قال الرَّاغب: السَّبْح: المَرُّ السَّريع في الماء أو في الهواء، يُقال: سبح سبحًا وسباحةً، واستُعير لِمَرِّ النُّجوم في الفلك؛ كقوله تعالى: ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٣] ولجري (١) الفرس: ﴿وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا﴾ [النازعات: ٣] ولسرعة الذَّهاب في العمل: ﴿إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا﴾ [المزمل: ٧] (٢) والتَّسبيح أصله التَّنزيه للباري جلَّ وعلا، والمرُّ (٣) السَّريع في عبادته ﷿، وجُعِل ذلك في فعل الخير؛ كما جُعِل الإبعاد في الشَّرِّ، وقيل: أبعده الله، ثمَّ جُعِل التَّسبيح عامًّا في العبادات قولًا كانت (٤) أو فعلًا أو نيَّةً، قال تعالى: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ﴾ [الصافات: ١٤٣] وقال ﷿: ﴿وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ﴾ [البقرة: ٣٠] و «سبحان»: أصله مصدرٌ؛ كغفران، قال أبو البقاء: «سبحان» اسمٌ واقعٌ موقع المصدر، وقد اشتقَّ منه سبَّحت والتَّسبيح، ولا يكاد يُستعمَل إلَّا مضافًا؛ لأنَّ الإضافة تبيِّن مَنْ المُعظَّم، فإذا أُفرِد عن الإضافة كان اسمًا علمًا للتَّسبيح، لا ينصرف للتَّعريف، والألف والنُّون في آخره مثل: عثمان، وقال ابن الحاجب: والدَّليل على أنَّ «سبحان» علمُ التَّسبيح قول الشَّاعر:


(١) في غير (ب) و (س): «لمجرى»، وهو تحريفٌ.
(٢) قوله: «ولسرعة الذَّهاب في العمل: ﴿إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا﴾» سقط من (ص).
(٣) «والمرُّ»: ضُرِب عليها في (م)، وكُتِب في الهامش: «والمراد».
(٤) في (ص) و (م): «كان».

<<  <  ج: ص:  >  >>