التُّرَابَ) المتحصِّل منه (عَلَى أَكْتَادِنَا) بالمُثنَّاة الفوقيَّة، جمع كَتَدٍ؛ وهو ما بين الكاهل إلى الظَّهر، قال في «المصابيح»: جمع كَتَدٍ؛ بفتح الكاف والتَّاء معًا، وهو مغرز العنق في الصُّلب، وقيل: من أصل العنق إلى أسفل الكتفين، قال في «الفتح»: وللكُشْمِيهَنِيِّ -وكذا هو في «اليونينيَّة» معزوًّا لأبي ذرٍّ عن الكُشْميهَنيِّ: «على أكبادنا» - بالمُوحَّدة، جمع كبدٍ (١)، ووجهه: أنَّا نحمل التُّراب على جنوبنا ممَّا يلي الكبد (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: اللَّهُمَّ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الآخِرَهْ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ).
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «المغازي»[خ¦٤٠٩٨]، وكذا مسلمٌ، وأخرجه النَّسائيُّ في «المناقب» و «الرِّقاق».
(١٠) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، وسقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ (﴿وَيُؤْثِرُونَ﴾) أي: الأنصار، وفي نسخةٍ وعزاها في الفرع وأصله لأبي ذرٍّ:«باب قول الله: ﴿وَيُؤْثِرُونَ﴾»(﴿عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: ٩]) أي: فاقةٌ، والمعنى: يقدِّمون المحاويج على حاجة أنفسهم، ويبدؤون بالنَّاس قبلهم في حال احتياجهم إلى ذلك.