للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«فجاهد» جيء به للمشاكلة، وهذا ليس ظاهره مرادًا لأنَّ ظاهر الجهاد إيصال الضَّرر للغير، وإنَّما المراد القدر المشترك من كلفة الجهاد، وهو بذل المال وتعب البدن، فيُؤوَّل المعنى: ابذل مالك، وأتعب بدنك (١) في رضا والديك.

والمطابقة بين الحديث والتَّرجمة مستنبطةٌ من قوله: «ففيهما فجاهد» لأنَّ أمره بالمجاهدة فيهما يقتضي رضاهما عليه، ومن رضاهما الإذنُ له عند الاستئذان. وفي حديث أبي سعيدٍ عند أبي داود: «فارجعْ فاستأذنهما، فإنْ أَذِنَا لك فجاهد، وإلَّا فَبَرَّهما» وصحَّحه ابن حبَّان، والجمهور على حرمة الجهاد إذا مَنَعَا أو أحدُهما بشرط إسلامهما لأنَّ برَّهما فرض عينٍ، والجهاد فرض كفايةٍ، فإذا تعيَّن الجهاد فلا إذن، وهل يلتحق الجدُّ والجدَّة بهما في ذلك؟ الأصحُّ: نعم، لشمول طلب البرِّ.

(١٣٩) (بابُ مَا قِيلَ فِي الجَرَسِ) بفتح الجيم والرَّاء، آخره سينٌ مهملةٌ: المصوِّت (٢) (وَنَحْوِهِ) مما يُعلَّق كالقلائد (فِي أَعْنَاقِ الإِبِلِ) من الكراهة وتخصيصه الإبل -كالحديث- لأغلبيتها.

٣٠٠٥ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ) التِّنِّيسيُّ قال: (أَخْبَرَنَا مَالِكٌ) هو ابن أنسٍ الأصبحيُّ (٣) الإمام (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ) هو ابن محمَّد بن حزمٍ (عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ)


(١) في (ص): «نفسك».
(٢) في (م): «الصَّوت».
(٣) «الأصبحيُّ»: مثبتٌ من (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>