للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنَّ الصَّدقة ولو بشقٍّ من (١) التَّمرة (٢) تَقِي من النَّار حتَّى يتكلَّف (٣) له مثل هذا، فإنَّه عقد الباب للأمر باتِّقاء النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ، وللقليل من الصَّدقة، وقد وفى بالأمرين معًا، فحديث ابن معقلٍ فيه اتِّقاء النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ، وحديث عائشة فيه الصَّدقة بالشَّيء القليل، كما أنَّ في الأحاديث المتقدِّمة الإشارة إلى القليل من الصَّدقة، فأيُّ حاجةٍ بعد ذلك إلى التَّكلُّف، وليس في حديث عائشة أنَّه تعرَّض إلى ما فعلته من قسم التَّمرة بين البنتين، وإنَّما فيه الإخبار بأنَّ الابتلاء بشيءٍ من البنات سببٌ من السِّتر (٤) من النَّار، على أنَّ ما قاله محتملٌ، ويحتمل أيضًا أن يكون حديث عائشة مسوقًا للأمرين معًا، لقضيَّة الصَّدقة بالقليل وهو ما فعلته عائشة من التَّصدُّق بالتَّمرة، ولاتِّقاء النَّار ولو بشقِّ تمرةٍ، وهو ما فعلته أمُّ البنتين.

وفي هذا الحديث التَّحديث والإخبار والعنعنة والقول، وأخرجه أيضًا في «الأدب» [خ¦٥٩٩٥]، وكذا مسلمٌ، وأخرجه أيضًا (٥) التِّرمذيُّ في «البرِّ»، وقال: حسنٌ صحيحٌ.

(١١) هذا (بابٌ) بالتَّنوين (أَيُّ الصَّدَقَةِ) من الصَّدقات (أَفْضَلُ) وأعظم أجرًا؟ (وصَدَقَةُ الشَّحِيحِ) صفةٌ مُشبَّهةٌ من الشُّحِّ؛ وهو بخلٌ مع حرصٍ (الصَّحِيحِ) الذي لم يعترِه مرضٌ مخوفٌ ينقطع عنده أمله من الحياة (لِقَوْلِهِ) تعالى: (﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم﴾) من بعض أموالكم؛ ادِّخارًا للآخرة


(١) «من»: ليس في (د) و (س).
(٢) في (د): «تمرة».
(٣) في (ص): «تكلُّف».
(٤) في (د): «سببٌ للسِّتر»، وكذا في المصابيح.
(٥) «أيضًا»: ليس في (د) و (م).

<<  <  ج: ص:  >  >>