التَّاءين (قَالَ) أي: ابن عمر: قلت: (لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ) بحذف إحدى التَّاءين أيضًا (فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، أَوْ أَقُولَ شَيْئًا، قَالَ عُمَرُ: لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا) أي: «من حمر النَّعَم» كما في الرِّواية الأخرى، وقد وضَّح أنَّ المراد بالشَّجرة في الآية النَّخلةُ، لا شجرة الجوز الهنديِّ، نعم أخرج ابن مردويه من حديث ابن عبَّاسٍ بإسنادٍ ضعيفٍ في الآية قال:«هي شجرة جوز الهند، لا تتعطَّل من ثمرةٍ، تحمل كلَّ شهرٍ». انتهى. ونفْع النَّخلة موجودٌ في جميع أجزائها، مستمرٌّ في جميع أحوالها، فمِن حينِ تطلع إلى حين تيبس تُؤكَل أنواعًا، ثمَّ يُنتفَع بجميع أجزائها حتَّى النَّوى في علف الإبل والليف في الحبال وغير ذلك ممَّا لا يخفى.
وقد سبق هذا الحديث في «كتاب العلم»[خ¦١٣١].
(٢) هذا (بابٌ) -بالتَّنوين- في قوله تعالى:(﴿يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ﴾ [إبراهيم: ٢٧]) كلمة التَّوحيد: لا إله إلَّا الله؛ لأنَّها رسخت في القلب بالدَّليل، أي: يديمهم الله عليها كما اطمأنَّت إليها نفوسهم في الدُّنيا، والجمهور على أنَّها نزلت في سؤال المكلَّفين في القبر، فيلقِّن اللهُ المؤمنَ كلمة الحقِّ عند السُّؤال، فلا يَزِلُّ، وسقط «بابٌ» لغير أبي ذَرٍّ.
٤٦٩٩ - وبه قال:(حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ) هشام بن عبد الملك الطَّيالسيُّ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَلْقَمَةُ بْنُ مَرْثَدٍ) بفتح الميم والمثلَّثة بينهما راءٌ ساكنةٌ، الحضرميُّ، أبو الحارث الكوفيُّ (قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ عُبَيْدَةَ) بسكون عين «سعْد» وضمِّها في «عُبيدة» مصغَّرًا غير مضافٍ (عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: المُسْلِمُ إِذَا سُئِلَ فِي القَبْرِ) أي: بعد إعادة روحه إلى جسده عن ربِّه ودينه ونبيِّه (يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ)﷿: (﴿يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ﴾) الَّذي ثبت بالحجَّة عندهم (﴿فِي الْحَيَاةِ