للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو البقاء الرَّفع على القطع، والنَّصب على الحال، وهو تأنيث «أحمر»، والشِّدق -بكسر الشِّين المعجمة-: جانب الفم، وَصَفَتْها بالدَّرد وهو سقوط الأسنان من الكبر، فلم يبقَ بشدقيها بياضٌ إلَّا حمرة اللِّثَات (هَلَكَتْ فِي الدَّهْرِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهَا) في حديث عائشة من طريق أبي نَجيحٍ عند أحمد والطَّبرانيِّ: «قالت عائشة : فقلت: قد أبدلك الله بكبيرة السِّنِّ حديثةَ السِّنِّ، فغضب حتَّى قلتُ: والذي بعثك بالحقِّ؛ لا أذكرها بعد هذا إلَّا بخيرٍ» وهذا يردُّ قول السَّفاقسيِّ: إنَّ في سكوته على ذلك دليلًا على فضل عائشة على خديجة إلَّا أن يكون المراد بالخيريَّة هنا: حسن الصُّورة وصغر السِّنِّ.

وهذا الحديث أخرجه مسلمٌ في «الفضائل».

(٢١) (باب ذِكْرِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ) بن جابرٍ، وهو الشَّليل -بشينٍ مُعجَمةٍ مفتوحةٍ فلامين بينهما تحتيَّةٌ ساكنةٌ- ابن مالكٍ (البَجَلِيِّ) بفتح المُوحَّدة والجيم؛ نسبةً إلى بجيلة بنت صعب بن سعد العشيرة، أمِّ ولد أنمار بن إِرَاش أحد أجداد جريرٍ، وأسلم جريرٌ قبل وفاته بأربعين يومًا قاله في «أُسْد الغابة»، وفيه نظرٌ؛ لأنَّه ثبت أنَّه قال له في حجَّة الوداع: «استنصت النَّاس» وذلك قبل موته بأكثر من ثمانين يومًا، وكان جريرٌ حسنَ الصُّورة، قال عمر بن الخطَّاب : جريرٌ يوسفُ هذه الأمَّة وهو سيِّد قومه، وفي «الطَّبرانيِّ»: إنَّه لمَّا دخل على النَّبيِّ أكرمه وبسط له رداءه وقال: «إذا أتاكم كريم قومٍ فأكرموه» وتُوفِّي سنة إحدى وخمسين، أو أربعٍ وخمسين () وسقط لفظ «باب» لأبي ذرٍّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>