بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا جَعَلَ اللهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا) من مضايقه وكربه، والكاف في الثَّلاثة مكسورةٌ على ما لا يخفى (وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ) كلِّهم (فِيهِ بَرَكَةً).
وسبق هذا الحديث في «التَّيمُّم»[خ¦٣٣٦].
٣٧٧٤ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ:«حدَّثنا»(عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ) الهبَّاريُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) حمَّاد بن أسامة (عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ) عروة بن الزُّبير: (أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ لَمَّا كَانَ فِي مَرَضِهِ) الذي تُوفِّي فيه (جَعَلَ يَدُورُ فِي نِسَائِهِ وَيَقُولُ: أَيْنَ أَنَا غَدًا؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا؟) مرَّتين، حال كون قوله ذلك (حِرْصًا عَلَى) أن يكون في (بَيْتِ عَائِشَةَ)﵂، قال عروة:(قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي) يوم نوبتي (سَكَنَ) قال الكِرمانيُّ: أي: مات أو سكت عن هذا القول، وتعقَّبه في «الفتح» فقال: الثَّاني -أي: سكوته- هو الصَّحيح، والأوَّل خطأٌ صريح، وتعقَّبه في «العمدة» فقال: الخطأ الصَّريح تخطئته؛ لأنَّ في رواية مسلمٍ:«فلمَّا كان يومي قبضه الله ﷿ بين سَحَري ونحري». انتهى. وهذا لا حجَّة فيه، لأنَّ مرادها: أنَّه قُبِض يوم نوبتها لا اليوم الذي جاء إليها فيه، لأنَّ ذلك كان قبل موته بمدَّةٍ، وقوله:«عن هشامٍ عن أبيه أنَّ رسول الله ﷺ» صورته صورة المُرسَل لأنَّ عروةَ تابعيٌّ، لكن دلَّ قوله:«قالت عائشة ﵂» أنَّه موصولٌ عنها، ويأتي إن شاء الله تعالى موصولًا من وجهٍ آخر في «باب الوفاة النَّبويَّة»[خ¦٤٤٥٠] بعون الله تعالى وقوَّته.