للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(سَالَتْ) ولأبي ذَرٍّ: «﴿فَسَالَتْ﴾» [الرعد: ١٧] (﴿أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا﴾ تَمْلأُ بَطْنَ وَادٍ) ولأبي ذَرٍّ: «كلُّ وادٍ بحسبه، فهذا كبيرٌ يسع كثيرًا من الماء، وهذا صغيرٌ يسع بقدره» (﴿زَبَدًا رَّابِيًا﴾ [الرعد: ١٧] زَبَدُ السَّيْلِ) ولأبي ذَرٍّ: «الزَّبد زبد السَّيل» ولأبي ذَرٍّ: «﴿زَبَدٌ مِّثْلُهُ﴾» أي: وممَّا (١) تُوقدون عليه من الذَّهب والفضَّة والحديد وغيرها زبدٌ مثل زبد الماء؛ هو (خَبَثُ الحَدِيدِ وَالحِلْيَةِ) وقوله: «﴿زَبَدٌ مِّثْلُهُ﴾» ثابتٌ لأبي ذَرٍّ، وسبق ما في ذلك من البحث قريبًا.

(١) (باب قوله (٢): ﴿اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى﴾) أي: الَّذي تحمله أو حملها، فعلى الموصوليَّة؛ فالمعنى: أنَّه تعالى يعلم ما تحمله من الولد؛ أهو ذكرٌ أم أنثى؟ وتامٌّ أم ناقصٌ؟ وحسنٌ أم قبيحٌ؟ وطويلٌ أم قصيرٌ؟ أو غير ذلك من الأحوال (﴿وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ﴾ [الرعد: ٨]) (غِيضَ) أي: (نُقِصَ) بضمِّ النُّون وكسر القاف، سواءٌ كان لازمًا أو متعدِّيًا، يُقال: غاض الماء وغِضْتُه أنا والمعنى: وما تغيضه الأرحام وما تزداد، أي: تأخذه زائدًا (٣)، والمعنى: يعلم ما تُنقصه وما تزداده في الجثَّة والمدَّة والعدد، فإنَّ الرَّحم قد تشتمل على واحدٍ وعلى اثنين و (٤) ثلاثةٍ وأربعةٍ، يُروى أنَّ شريكًا كان رابعَ أربعةٍ في بطنٍ أمِّه، وعن الشَّافعيِّ: أنَّ شيخًا باليمن أخبره: أنَّ امرأة ولدت بطونًا، في كلِّ بطنٍ خمسةٌ، وعن العوفيِّ عن ابن عبَّاسٍ ممَّا ذكره ابن كثيرٍ: ﴿وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ﴾ يعني: السِّقط ﴿وَمَا تَزْدَادُ﴾ يقول: وما زاد الرَّحم في الحمل على ما غاضت حتَّى ولدته تمامًا (٥)، وذلك أنَّ من النِّساء مَنْ تحملُ عشرة أشهرٍ، ومن تحمل تسعةَ أشهرٍ، ومنهنَّ من تزيد في الحمل ومنهنَّ من تنقص، وأقصى مدَّة الحمل أربع سنين عندنا، وخمسٌ عند مالكٍ، وسنتان عند أبي حنيفة، وقال الضَّحَّاك: وضعتني أمِّي وقد حملتني في بطنها سنتين، وولدتني وقد نَبَتَتْ ثنيتيَّ. انتهى. وأقول: في سنة ثمانٍ وثمانين (٦) وثمان مئةٍ غرَّة يوم السَّبت مستهلَّ جمادى


(١) في (د): «وما».
(٢) «قوله»: ليس في (د) و (م).
(٣) قوله: «والمعنى: وما تغيضه الأرحام وما تزداد؛ أي: تأخذه زائدًا»، سقط من (م).
(٤) زيد في (س) و (ص): «على».
(٥) في (د): «تامًّا».
(٦) «وثمانين»: سقط من (ص).

<<  <  ج: ص:  >  >>