للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: ٤٩] وقوله: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ﴾ … الآية [الكهف: ١٠٩] يدلُّ على أنَّ القرآن (١) غير مخلوقٍ؛ لأنَّه لو كان مخلوقًا لكان له قَدْرٌ وكانت له غايةٌ، ولنفد كنفاد المخلوقين، وتلا قوله تعالى: ﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي﴾ إلى آخر (٢) الآية.

(﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ﴾) أراد السَّموات والأرض وما بينهما، أي: من الأحد إلى الجمعة؛ لاعتبار الملائكة شيئًا فشيئًا، وللإعلام بالتَّأنِّي في الأمور، وأنَّ لكلِّ عملٍ يومًا؛ لأنَّ إنشاء شيءٍ بعد شيءٍ أدلُّ على عالمٍ مدبِّرٍ مريدٍ، يصرفه على اختياره، ويجريه على مشيئته (﴿ثُمَّ اسْتَوَى﴾) استولى (﴿عَلَى الْعَرْشِ﴾) أضاف الاستيلاء إلى العرش وإن كان سبحانه مستوليًا على جميع المخلوقات؛ لأنَّ العرش أعظمها (٣) وأعلاها، وتفسير العرش بالسَّرير، والاستواء بالاستقرار كما يقوله المشبِّهة باطلٌ؛ لأنَّه تعالى كان قبل العرش ولا مكان، وهو الآن كما كان؛ لأنَّ التَّغيُّر من صفات الأكوان (﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾) أي: يلحق اللَّيل بالنَّهار والنَّهار (٤) باللَّيل (﴿يَطْلُبُهُ حَثِيثًا﴾) حالٌ من ﴿اللَّيْلَ﴾ أي: سريعًا، والطَّالب هو اللَّيل، كأنَّه لسرعة مضيِّه يطلب النَّهار (﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ﴾) أي: وخلقها (﴿مُسَخَّرَاتٍ﴾) حالٌ، أي: مُذلَّلاتٍ (﴿بِأَمْرِهِ﴾) هو أمر تكوينٍ (﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾) أي: هو الذي خلق الأشياء وله الأمر (﴿تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: ٥٤]) كثر خيره أو دام برُّه، من البركة والنَّماء.

(﴿سَخَّرَ﴾ [النحل: ١٤] ذَلَّلَ) باللَّام (٥)، وسقط لأبي ذرٍّ من قوله «﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾ … » إلى آخره، وقال بعد قوله: ﴿النَّهَارَ﴾: «الآية» (٦).


(١) في غير (د) و (ع): «البحر»، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
(٢) «إلى آخر»: ليس في (ع).
(٣) في (ص): «أعمُّها».
(٤) في (ب) و (ص): «أو النَّهار».
(٥) «﴿سَخَّرَ﴾: ذلَّل؛ باللَّام»: سقط من (د).
(٦) قوله: «﴿سَخَّرَ﴾: (ذَلَّلَ) … ﴿النَّهَارَ﴾: الآية» سقط من (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>