للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس؛ ولذا قال جعفرٌ الصَّادق: ليس في القرآن آيةٌ أجمع لمكارم الأخلاق منها، قال بعضُ الكُبَراء: النَّاس رجلان: محسنٌ فخُذْ ما عفا لك من إحسانه، ولا تكلِّفه فوق طاقته، ومسيءٌ فمُرْه بالمعروف، فإن تمادى على ضلاله، واستعصى عليك، واستمرَّ في جهله؛ فأعِرْض عنه؛ فلعل ذلك يردُّه؛ كما قال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ (١) [المؤمنون: ٩٦].

(((٨))) (سُورَةُ الأَنْفَالِ) مدنيَّةٌ، وآيُها ستٌّ وسبعون، وثبت لفظ «سورة» لأبي ذرٍّ.

(بسم الله الرحمن الرحيم) سقط لفظ البسملة (٢) لغير أبي ذرٍّ.

(قَوْلُهُ) تعالى: (﴿يَسْأَلُونَكَ﴾) من حضر بدرًا (٣) (﴿عَنِ الأَنفَالِ﴾) أي: عن حكمها؛ لاختلافٍ وقع بينهم فيها، يأتي ذكرُه إن شاء الله تعالى (﴿قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ﴾) يقسمها على ما يأمره الله تعالى به (٤) (﴿فَاتَّقُواْ اللّهَ﴾) في الاختلاف (﴿وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ﴾ [الأنفال: ١]) أي: الحال التي بينكم إصلاحًا يحصل به الألفة والاتِّفاق، وذلك بالمواساة (٥) والمساعدة في الغنائم، وسقط قوله: «﴿يَسْأَلُونَكَ﴾ … » إلى آخره لأبي ذرٍّ.

(قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ) فيما وصله من طريق عليِّ (٦) بن أبي طلحة عنه: (الأَنْفَالُ): هي (المَغَانِمُ) (٧) كانت لرسول الله خالصةً، ليس لأحدٍ فيها شيءٌ، وقيل: سُمِّيت الغنائم


(١) زيد في (د): ﴿السَّيِّئَةَ﴾.
(٢) في (د): «سقطت البسملة».
(٣) «من حضر بدرًا»: سقط من (ص).
(٤) «به»: مثبتٌ من (د) و (م).
(٥) في (ص): «بالمساواة».
(٦) «عليِّ»: سقط من (د).
(٧) في (د): «الغنائم».

<<  <  ج: ص:  >  >>