للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قَالَ) : (وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ) موسى وغيره (إِلَّا وَقَدْ رَعَاهَا؟) ليترقَّى (١) من سياستها إلى سياسة من يُرسَل إليه، ويأخذ نفسه بالتَّواضع وتصفية القلب بالخلوة، وفيه إشارةٌ إلى أنَّ النُّبوَّة لم يضعها الله تعالى في أبناء الدُّنيا والمترَفين منهم، وإنَّما جعلها في أهل التَّواضع، قاله الخطَّابيُّ، ووقع عند النَّسائيِّ في «التَّفسير» بإسنادٍ رجاله ثقاتٌ: افتخر أهل الإبل والشَّاء فقال النبي : «بُعِث موسى وهو راعي غنمٍ (٢)». ووقع في رواية النَّسفيِّ ذكر «باب» من غير ترجمةٍ، وحينئذٍ فهو كالفصل من «باب قول الله تعالى: ﴿وَوَاعَدْنَا مُوسَى﴾ [الأعراف: ١٤٢]» قيل: فتكون مطابقة الحديث للتَّرجمة من حيث إنَّ فيه حالةً من حالات موسى ، لدخوله في عموم قوله: «ما من نبيٍّ إلَّا رعاها» لا سيَّما ووقع التَّصريح بذكر موسى عند النَّسائيِّ، كما سبق. وقال في «فتح الباري»: ومناسبة الحديث غير ظاهرةٍ، يعني لقوله: ﴿يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ﴾ [الأعراف: ١٣٨] والَّذي يهجس في خاطري أنَّه كان بين التَّفسير المذكور وبين (٣) الحديث بياضٌ أخلاه لحديثٍ يدخل في التَّرجمة، ولترجمةٍ تصلح لحديث جابرٍ، ثمَّ وُصِلَ كما في نظائره، وقيل غير ذلك ممَّا لا يخلو عن تعسُّفٍ، فالله أعلم.

وهذا (٤) الحديث أخرجه أيضًا في «الأطعمة» [خ¦٥٤٥٣]، وكذا مسلمٌ، وأخرجه النَّسائيُّ في «الوليمة».

(٣٠) هذا (بابٌ) بالتَّنوين في قوله تعالى: (﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً … ﴾ الاية [البقرة: ٦٧]) أوَّل هذه القصَّة قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾ [البقرة: ٧٢] قال في


(١) في (د): «ليرتقي».
(٢) في (م): «الغنم».
(٣) «بين»: مثبتٌ من (م).
(٤) «هذا»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>