للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ؟! لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا) ليس ردًّا لحكم الشَّرع، بل نفيٌ لوقوعه توقُّعًا ورجاءً من فضل الله تعالى أن يُرضِي خصمها، ويلقي في قلبه العفو عنها (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : يَا أَنَسُ كِتَابُ اللهِ) أي: حكم كتاب الله (القِصَاصُ) وسقط قوله: «فقال رسول الله … » إلى آخره من الفرع، (فَرَضِيَ القَوْمُ، فَعَفَوْا) عن الرُّبَيِّع (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (١): إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ؛ لأَبَرَّهُ) أي: جعله بارًّا في قسمه، وفَعَل ما أراده.

(٢٤) (باب) ذكر قوله تعالى: (﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ﴾) مصدر صام يصوم صيامًا، الأصل: صُوَامًا، فأُبدِلت الواو ياءً، والصَّوم لغةً: الإمساك، وشرعًا: الإمساك عن المفطرات الثَّلاث -الأكل والشُّرب والجماع- نهارًا مع النِّيَّة (﴿كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ﴾) قيل: موضعه نصبُ نعتِ مصدرٍ محذوفٍ، أي: كُتِبَ كَتْبًا، وقيل: كاف (٢) «كما» في موضع نصبٍ على النَّعت؛ تقديره: كتابًا كما، أو صومًا كما، أو على الحال؛ كأنَّ الكلام: كُتِب عليكم الصِّيام مشبهًا ما (٣) كُتِب على الذين من قبلكم (٤)، والمعنى -كما قيل-: صومكم كصومهم في عدد الأيَّام، كما رُوي: أنَّ رمضان كُتِب على النَّصارى، فوقع في بردٍ أو حرٍّ شديدٍ، فحوَّلوه إلى الرَّبيع، وزادوا عليه عشرين يومًا (٥) كفَّارةً لتحويله، فالتَّشبيه حقيقَةٌ، وروى ابن أبي حاتمٍ من حديث ابن عمر مرفوعًا بإسنادٍ فيه مجهولٌ: «صيام رمضان كتبه الله على الأمم قبلكم» أو المراد مطلق الصِّيام دون وقته وقدره، فالتَّشبيه واقعٌ على نفس (٦) الصَّوم فقط، وكان الصَّوم على آدم أيَّام البيض، وعلى قوم موسى عاشوراء، فالتَّشبيه (٧)


(١) قوله: «يَا أَنَسُ؛ كِتَابُ اللهِ أي: حكم كتاب الله … فَقَالَ رَسُولُ اللهِ » سقط من (ص).
(٢) «كاف»: ليس في (ب).
(٣) في (ب) و (د): «بما».
(٤) قوله: «وقيل: كاف كما في موضع … كُتِب على الذين من قبلكم»، جاء في (د) بعد قوله: «فالتّشبيه حقيقةٌ».
(٥) «يومًا»: مثبتٌ من (س) و (ص).
(٦) «نفس»: ليس في (د).
(٧) في (د): «إذ التشبيه»، وفي (ص): «والتَّشبيه».

<<  <  ج: ص:  >  >>