للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «فضل خديجة» [خ¦٣٨١٥]، ومسلمٌ في «الفضائل»، والتِّرمذيُّ، والنَّسائيُّ في «المناقب».

قال القاضي أبو بكر بن العربيِّ: خديجة أفضل نساء الأمَّة مطلقًا بهذا الحديث، وقد تقدَّم في أواخر «قصَّة موسى» [خ¦٣٤١١] حديث أبي موسى في ذكر مريم وآسية، وهو يقتضي فضلهما على غيرهما من النِّساء، ودلَّ هذا الحديث على أنَّ مريم أفضل من آسية، وأنَّ خديجة أفضل من نساء هذه الأمَّة، فكأنَّه لم يتعرَّض في الحديث الأوَّل لنساء هذه الأمَّة، حيث قال: «ولم يكمل من النِّساء» أي: من نساء الأمم الماضية، إلَّا إن حملنا الكمال على النُّبوَّة فيكون على إطلاقه. انتهى. ابن حجرٍ (١).

(٤٦) (باب قَوْلِ اللهِ تَعَالَى) سقط التَّبويب لأبي ذرٍّ، فـ «قول» رفْعٌ، وهو واضحٌ (﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ﴾) جبريل (٢): (﴿يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ﴾ [آل عمران: ٤٥]) هو عيسى، لوجوده بها، وهو قول (٣): «كن»، فهو (٤) من باب إطلاق السَّبب على المسبَّب (﴿اسْمُهُ الْمَسِيحُ﴾) مبتدأٌ أو خبرٌ (﴿عِيسَى﴾) بدلٌ أو عطف بيانٍ (﴿ابْنُ مَرْيَمَ﴾) صفةٌ لـ ﴿عِيسَى﴾ على أنَّ ﴿عِيسَى﴾ خبر مبتدأ محذوفٍ، وإنَّما قيل: ﴿ابْنُ مَرْيَمَ﴾ -والخطاب لها- تنبيهًا على أنَّه يُولَد من غير أبٍ؛ إذ الأولاد


(١) قوله: قال القاضي أبو بكر بن العربيِّ … على إطلاقه. «ابن حجرٍ» مثبتٌ من (م).
(٢) «جبريل»: ليس في (ص).
(٣) في (د): «قوله».
(٤) «فهو»: ليس في (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>